احمد المليفي: وشهد شاهد من أهلها

سبق ان بينا ان من يطلق عليهم الاغلبية البرلمانية ما هم الا اشخاص معدودون يرتبون للقرار الذي يريدون اتخاذه من وراء الكواليس ويصوغونه، ليأتي باقي الاعضاء للتصديق عليه والموافقة دون نقاش حقيقي او تفسير منطقي مقنع، والذي يعارض يتم ارهابه والضغط عليه من قبل مجموعة من الشباب تم تجهيزهم لهذه المهمة من خلال الضغط عن طريق ادوات التواصل الاجتماعي. يعني بالعربي الفصيح ومع احترامي لباقي افراد الاغلبية البرلمانية هم مجرد رقم في الحسبة يستفاد منهم وليس لهم اي تأثير في القرار او توجهاته.
وقد تأكد هذا الرأي الذي سبق ان طرحناه اكثر من مرة خاصة قبل ابطال مجلس 2012 عندما بينا ان اولويات الاغلبية البرلمانية المبطلة ما هي الا اولوية مجموعة اعضاء لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليد الواحدة والباقي مجرد رقم يستفاد منه لا يملك اي تأثير وعبارة عن ارادة مشلولة معطلة رغم ما لديها من امكانيات نعتقد انها كان يمكن ان تؤثر ايجابيا في تهذيب التوجهات وتحديد الاولويات الا انها لم تقم باي دور يذكر في هذا الجانب خلال مدة حياة المجلس المبطل.
نعم لقد تبين ذلك من خلال تصريح عضو المجلس المبطل النائب السابق محمد الخليفة في تعليقه على اعتراض ورفض بعض النواب المحسوبين على الاغلبية لفكرة الامارة الدستورية والحكومة المنتخبة التي تبنتها الاغلبية في بياناتها وتصريحات بعض اعضائها حيث اكد الخليفة في تصريح للقبس بتاريخ 15 اغسطس ان ايا من اعضاء كتلة الاغلبية لم يعترض على الحكومة المنتخبة والامارة الدستورية خلال مناقشاتنا ولو كان هناك اعتراض لكان يجب ان يعلن في حينه، متسائلا عن المستجدات التي ادت الى تغيير الموقف. بهذا التصريح كشف الخليفة طبيعة اجتماعات الاغلبية وكيفية اتخاذ القرارات فيها واصدار البيانات، واضح ان كل شيء يأتي جاهزاً وما على الاعضاء الا التوقيع دون نقاش. فالارادة مسلوبة والفكر معطل واعتقد ان هذا الامر ينطبق على التزام الاغلبية بمقاطعة الانتخابات القادمة في حال تعديل الدوائر وهو مطب دبس فيه اغلبية الاغلبية رغما عنهم وكأني اسمع حالهم وهم يبحثون عن مخرج من هذا المطب الذي اوجدهم فيه نائبان فقط لهما مآرب اخرى.
رسالتي الى باقي اعضاء الاغلبية اقول فيها: لقد آن الاوان ان تحرروا انفسكم من كابوس الاقلية في الاغلبية وتبينوا استقلاليتكم وقدرتكم على ادارة الامور وصنع القرار فيها والا فان الاغلبية تقاد نحو الهاوية وستكونون مثل «بلد الميدار في القوع» فعليكم تلاحق انفسكم قبل فوات الاوان.
المصدر جريدة النهار

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.