مبارك الذروه: سيكولوجيا الصراع

اننا مع الاصلاح ايا كان مصدره.. سلطة ام معارضة..! يترجمه لنا من يحافظ على الدستور الكويتي… فمن حمل لواء الدفاع عنه فنحن معه… سلطة ام معارضة!
تنطلق سيكولوجيا فريقي الصراع السياسي في معركتهما الدائرة اليوم من دوافع غرائزية معينة تشكل ظواهر الأزمة وأحداثها!
فئتا الغرائز تلك هما أولا: غريزة حفظ الكيان وحماية الذات، وثانيا: غريزة العدوان والدمار… فالسلطة والمعارضة كفريقين يسعيان لحفظ كيانهما وحماية هيبتهما ووجودهما ومن اجل ذلك قد يستخدم احد الفريقين او كلاهما اسلحة الغريزة الثانية ضمنيا وهي غريزة العدوان والدمار والتخريب لتحطيم الآخر المناوئ له..!
لذلك يرى فرويد ان الظواهر الحياتية وأحداث الصراع انما تنشأ من هاتين الغريزتين وتفاعلهما معا بالتنسيق او بالتعارض!! بل يؤكد انه لا يمكن لإحدى الغريزتين ان تعمل منعزلة ومنفصلة عن الاخرى بل عادة ما تكون مصحوبة معها..!
اليوم هناك صراع محلي بين نواب يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع هم الغالبية يدفعها غريزة الحفاظ على البقاء والهوية المتعلقة بالدستور… وهي غريزة حماية الذات الناتجة عن ذلك… من مصالح وطنية دستورية وشخصية..!
تشعر هذه الفئة من النواب ان ذاتها وتاريخها وجهدها مهدد وفي خطر من اسلحة السلطة! فتواجه ذلك لحماية نفسها بطبيعة غريزة الحفظ فيرتفع سقف مطالبها وتتجه الدوافع الغرائزية العدوانية الملتهبة هنا من خلال النزول للشارع وتأليب الرأي العام على (السلطة) الباغية في نظرها وما ينتج عن ذلك من اثار..!
إذاً كما عبر فرويد ان هناك مركبا وخليطا من اثنين من غرائز الانسان تتفاعل مع بعضهما هما غريزة الحفظ وغريزة العدوان…!
بالنسبة للمعارضة: فإن غريزة الحفظ تحتوي في ما تحتوي على المكانة الاجتماعية والوظيفة السياسية والدور الاصلاحي وهي عضوية مجلس الامة وسلطة الرقابة والتشريع وارادة التغيير.
وبالنسبة للسلطة: فإنها تحتوي على مكانة الشيوخ في الدولة ومراكزهم في السلطة وموقع التجار ومصالحهم وما لهؤلاء من منظومة نيابية واعلامية تخدم اطماعها..
غريزة الحفظ السلطوي تسعى الى حفظ المال والمكانة والمنصب والقرار…وحماية ذلك من المعارضة المزعجة..! وهي عند المعارضة تسعى الى حفظ الدستور من النيل منه وحماية ارادة الامة من السلطة المستبدة!
من خلال غريزة العدوان تظهر قرارات الاحالة للمحكمة الدستورية وتعطيل المجلس واللجان واستخدام قواميس الاتهام والتشكيك والتخوين ( تأزيميين) من قبل السلطة واتباعها، كما تشتمل على النزول للشارع وتهييج الرأي العام ورفع سقف المطالبات الى الامارة الدستورية والحكومة المنتخبة واتهام السلطة بتزوير ارادة الامة من قبل المعارضة!
هذا هو التفسير السيكولوجي لمشهد الصراع السياسي الدائر اليوم..!
هناك سلطة ترى انها مهددة بصلاحيات شيوخها وتجارها فتسعى من خلال غريزة الحفظ والتوحيد الى حماية كيانها فتضطر الى استخدام غرائز العنف والعدوان على ممثلي سلطة الامة النيابية وهم الغالبية…
وكلا الفريقين يستخدم أوتوماتيكيا فئتين من الغرائز هما غريزة الحفظ والحماية، وغريزة العدوان والتخريب..!
هنا تظهر نظرية العلاقة الوثيقة بين الحق والقوة عند انشتاين او الحق والعنف كما يرى فرويد!!
من الطبيعي ان يستخدم كل فريق أسلحته الإعلامية لحفظ كيانه كما يستخدم ضمنيا غريزة العدوان على الاخر.!
ومن الطبيعي ان نتصور ان هناك نتائج لهذا الصراع هي ظهور وبروز قيادات وزعماء لكلا الفريقين…! وظهور كتاب ومحللين ونشطاء تسير خلف أعلامها وطبولها…!
الصراع بين القوى لا بد ان ينتهي بانتصار احد الطرفين، وهي معركة لا رابح بعدها، بل الاقل ضررا هو الرابح!
أخيرا لن نتمكن من التخلص من الدوافع العدوانية البشرية لكن يمكن لنا على الاقل ان نحد من مظاهرها المدمرة كالعنف اللفظي والسلوكي وتخريب النسيج العام واللحمة الوطنية… كما قال فرويد…!

Dr_ maltherwa @
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.