كلنا ضد التطرف بكل اشكاله سواء أكان سنياً او شيعياً، قبليا او حضرياً دينياً او ليبرالياً – لان الكويت ومنذ النشأة الاولى بلد يحتضن الجميع دون الغاء لاي طرف على حساب الطرف الاخر- حتى المؤسسات التبشيرية التي وصلت الكويت في بداية نشأتها على شكل اطباء وباحثين وجدوا كل الترحيب والاحترام رغم انهم لم يستطيعوا ان يحولوا كويتيا واحدا عن دينه ونقلوا بكتبهم ومذكراتهم ذكريات جميلة عن حياتهم بين الكويتيين.
ولان التطرف ايا كان شكله ومن اي مكان منبعه لا يقود الا الى الانحراف في الفكر، والخلل في السلوك، والعنف في الممارسة. فالمتطرف لا يرى الحق الا فيما يقول، ولا يرى الحقيقة الا بما يحمل من فكر. واذا أوغل في تطرفه فانه يعمل على تصفية الطرف الآخر جسديا فتعم الفوضى ويقع الخراب.
انا شخصيا لم اجد تفسيرا منطقيا ولا وطنيا ولا امنيا لما صدر عن النائب د. وليد الطبطبائي بخصوص وجود جماعات تابعة لايران تشتري الاسلحة، وان لديه معلومات موثقة بالصور عن هذا الموضوع وحدد اماكن نشاطها. الا ان هذا التصرف يدخل في باب الدعوة الى التطرف في الفكر والسلوك والبحث عن مانشيت في الصحافة لكي يقول انا اصرح اذا انا موجود، لاننا لو فرضنا ان ما قاله الطبطبائي صحيح وهو كلام خطير يدخل في قضايا امن الدولة الداخلي والخارجي فلماذا سارع الطبطبائي بالتصريح عبر وسائل الاعلام لموضوع لا يجوز امنيا ولا وطنيا التصريح فيه؟ لماذا الطبطبائي لم يذهب كمواطن محب لوطنه حريص على امنه وبكل هدوء وسرية الى وزير الداخلية او القيادات الامنية لايصال هذه المعلومات دون استعراض اعلامي؟. وهل اصبح امن البلد ووحدته الوطنية وسلامته ساحة للمهاترات السياسية ووسيلة للتكسب السياسي والصعود الاعلامي حتى ولو كان ذلك على اشلاء الوطن؟. اقول للدكتور وليد الطبطبائي وزملائه يكفي ما اصاب الوطن من مثل هذه التصرفات وآن للوطن والمواطن ان يشعر بالهدوء ويتلمس التنمية الحقيقية باطروحات موزونة وبخطوات محسوبة بعيدة عن التهور والانحراف.
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق