مفرج الدوسري: ارحل يا مسلم.. واخذ الطاحوس وياك

النائب الفاضل مسلم البراك شخصية عامة، ليس معصوما عن الخطأ حتى ينزهه البعض، وليس ملهما من السماء حتى يأتي بالخوارق التي تمكنه من حل قضايا الامة، وليس له القدرة على الاحاطة بها، وليس له من القدسية ما يمنع من مساءلته على اخفاقاته، فشخصه ليس فوق المساءلة، وليس في الدستور نص يحرم نقده او نقد السيد احمد السعدون، ومن يعترض على ذلك نقول له (نحن اقرب الى الاثنين منك) وعلى الرغم من ذلك لن نستثنيهما؟ مع ذكر الاختلاف بينهما، فالسعدون يؤمن بحرية الرأي ولا يشكو منتقديه، اما البراك فعلى العكس من ذلك، يعشق اللجوء الى القضاء في كل صغيرة وكبيرة، في الوقت الذي لا يرحم فيه خصومه حين يوجه سهامه اليهم، فيبطش بمنتقديه ومخالفيه، ويجعل منهم جسدا ممزقا بفضل مشارطه التي لا تبقي ولا تذر، ثم يتمترس خلف الحصانة البرلمانية اذا ما شكوه، وهذا يدل على ضيق صدره، واستهانته بكل ما يصدر عنه في حق الآخرين، وعدم ايمانه بحرية الرأي والنقد الموجه له كشخصية عامة، وهذا بالطبع ليس اول اخفاقات السيد البراك.
٭٭٭
النائب الفاضل مسلم البراك، مفوه شجاع جريء، ولا نبخسه حقه، ولكن لم يواكب هذه الجرأة توفيق على ارض الواقع، فالشجاعة التي لا يعززها رأي سديد تجلب الكوارث، والخطأ الذي لا يخلفه تصحيح لا يدل على سلامة الوجهة في القادم من الايام، وانما يبقى في خانة العناد والمكابرة، وهكذا مسلم البراك، تأخذه العزة بالاثم، فعلى الرغم من اخفاقاته الكثيرة الا اننا لم نسمع منه اعتذارا واحدا عن خطأ وقع فيه، ولا تراجع عن موقف لم يوفق في التعامل معه، وانما وجدناه ينتقل من مشكلة الى مشكلة، يساهم في تضخيمها حتى تصبح الشغل الشاغل للامة، وكأنه يراهن على خلايا النسيان في عقول الناس، ويظن ان مكانته ستشفع له، وهذا خطأ فادح، يجب ألا يقع فيه من يمتلك مؤهلات مسلم، التي لو سخرها لخدمة الوطن والامة، لما اصبحنا نعيش في دوامة لا نعرف كيف السبيل الى الخروج منها، ولما اصبح لدينا العشرات ممن تقمصوا شخصيته دون وعي فأصبحوا محل تندر من العامة، ومنهم النائب الفاضل خالد الطاحوس الذي لم نعد نعرف له ملامح، فلا هو احمد السعدون ولا مسلم البراك ولا خالد الطاحوس! ولما اصبح لدينا ألف متخلف يدعي انه خبير دستوري، وألف جاهل يدعي انه ناشط سياسي، وألف معارض تائه، وألف متذمر من النعمة، وألف سائح متمارض، وألف متجاوز على القانون!

< نقطة شديدة الوضوح: مسلم البراك شخصية وجب عليها الرحيل من المشهد السياسي، ليريح ويرتاح، ويفسح المجال للدماء الجديدة، فإن كان له انجازات فبرحيله يحافظ عليها، وان كانت اخفاقات يرحم الامة من مواصلتها، او على الاقل يترجل عن جواده لفترة يقيم فيها مسيرته، ويأخذ خالد الطاحوس معه لعله يستعيد شخصيته، ومن ثم يعودان الى الساحة!. مفرج البرجس الدوسري MALDOSERY@ALWATAN.COM.KW المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.