هل الكلام في الوضع المحلي او الكتابة حوله مجد وذو نفع وينطوي على فائدة تصب في صالح البلاد وأهلها، بالتأكيد لا لأن كل ما يدور على الساحة مفتعل من أجل الانشغال به والتلهي بمسالكه ومراميه وتعرجاته ومن أجل حصد أمجاد سمعية بصرية لمن يعمل فيه ومن يزرع في حقله او يرتع!
وما يجب ألا نخفيه وأن نتصارح به هو أنه ليس لدينا قضايا مركزية أو مصيرية تستدعي النقاش الجاد حولها بما ينعكس على صالح البلاد ويرسم خطوطا واضحة للمستقبل، وأن جل ما يجري هو أمور تحمل من التداني والتناهي في الصغر ما لا يجب أن يشغل طفلا في مدرسته، وهذه الأمور على صغرها هي ما يشغل عتاة أهل السياسة في الكويت، كلام طائش وسباب شخصي وسلوكيات تمجها الفطرة الإنسانية وغياب للأولويات مصحوب بغياب تام عن الوعي لدى الكثير من أهل البلاد وكذلك من المنشغلين بهذا الوضع البائس!
ومن يسمع عن الأغلبية والأقلية يتصور أننا ملياريون أو ملايين متعددو المشارب والمنابت والمذاهب والملل والنحل والطوائف والأعراق والأجناس وأن بلادنا يحدها شرقا المحيط الهندي وغربا المحيط الأطلسي وعندنا جبال وشعاب وسهول ووديان وفلاحون وصناعيون وأحزاب وجماعات سياسية متعددة المشارب والتوجهات، وأن برلماننا قائم على أسس ديموقراطية صحيحة وأنه ليس مجلسا للتسالي ولحلب التيس الذي أجمع الخلق جميعا على أنه لا يدر حليبا ولا يبيض ولا يحمل ولا يلد، ولكننا في بلادنا هذه وفي مجلسنا هذا مصرون على مخالفة الخلق وماضون في طريق حلب التيس ولو طال الزمن رغم أننا مازلنا في مرحلة انتظار ظهور ضرعه حتى يتم الحلب!
والله وتالله وبالله إنها لأمور محزنات مخجلات مضحكات مبكيات تثير الألم في النفوس الصادقة المؤمنة بالحياة المنتجة المثمرة، وإني لشديد العجب من رجال كبار محترمين موقرين مقدرين أجلاء كيف ارتضوا لأنفسهم الانخراط في سلك الصبينة والصعلكة والضياع وتصديع الرؤوس بما يضر وما لا ينفع وبما لا يأتي به إلا الصبية والجهال واللاعبون وذوو الهوى والغرض الأصفر!
إن البلاد بحاجة إلى رجال بناة فاعلين صادقين وليست ملعبا ولا حلبة لصراع القردة!.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق