رغم كل الزخم الاعلامي المصاحب لاجتماع ساحة الارادة الذي دعا اليه نواب الاغلبية مع بعض المجموعات الشبابية تقودهم الحركة الدستورية وكوادرها المنظمة والمهيئة لمثل هذه الأجواء فان حضور هذا الاجتماع والتفاعل معه يرسل رسالة واضحة الى كل الاطراف سواء الاغلبية البرلمانية او الحكومة.
فالزخم الاعلامي المؤيد للحضور او المعارض له وصل الى اعلى المستويات وكان الجميع يراهن على نسبة الحضور. المؤيدون للاجتماع تحركوا بكل قوة من خلال حث كوادرهم ليس فقط للحضور بل ودعوة الاخرين للمشاركة. صاحب ذلك تصريحات منظمة من قبل النواب لتحميس الناس ودفعهم للحضور. وتمت مواجهتهم بحملة اعلامية مضاده تحت شعار ملينا تأزيم ولن نحضر. قادتها مجموعات من الاغلبية الصامتة والكل كان يراهن على عدد الحضور
عدد الحضور على اقصى تقدير لم يتجاوز الاربعة الاف شخص وهو عدد بالنسبة للمنظمين يعتبر محبطاً وبالنسبة للمعارضين يعتبر مشجعاً بنجاح دعوتهم للمقاطعة.
هذا التفاعل القليل مع الدعوة وما تحمله من مطالبات يجب ان يكون رسالة واضحة للجميع ان الناس ملت التأزيم ولم تعد راغبة في التفاعل مع الصراخ والتهويل. الناس تطلب ان يكون هناك عقل وحكمة في التعاطي مع قضايا الشأن العام. لم تعد قيادة الناس بالسهولة التي يظنها البعض من خلال شعارات معظمها ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.
آمل من كل الاطراف سواء في الحكومة او الاغلبية ان تعي هذه الرسالة السلبية التي اطلقها المواطن الكويتي بانه كفى عبثا بالبلد وبمقدراته وبمستقبله. كفى توقفا عند الماضي دون ان نتحرك من اجل المستقبل. كفى صعودا على اطلال الوطن.الناس والبلد والجميع في حاجه الى الراحة قليلا والشعور بالامن والامان على المستقبل.
اعتقد ان الرسالة وصلت وبقوة وهذه ليست المشكلة، ولكن المشكلة فيمن يستوعبها ويعمل بموجبها
المصدر جريدة النهار
قم بكتابة اول تعليق