عواطف العلوي: شارع سالم المبارك.. والمرأة الكويتية

من يتجول في شارع سالم المبارك، تحديدا الجزء الذي يضم على جانبيه تلك المجمعات الراقية والمقاهي الفاخرة، فستبهره بلا شك «أُبَّهة» هذا الشارع، وترسم في خياله صورة وردية أنيقة عن فخامة التنظيم والتنسيق الكويتيين في كل أرجاء البلد!
ولكن، وهي كلمة تأتي بعد الإشادة لتجبّها، ما إن يسوقه حظه إلى الشوارع الخلفية لهذا الشارع حتى تنهار تلك الصورة ليحل محلها مشهد مليء بالقمامة المتراكمة يحوم حولها الذباب، ومياه تفيض من المجاري لتزكم برائحتها الأنوف، وفوضى في العمران ومخالفات لا حصر لها في البنيان!
تلك بالضبط هي حال حقوق المرأة الكويتية! نتغنّى أمام المحافل الدولية بلسان سيدات كويتيات أرستقراطيات يرتدين آخر صيحات الموضة من الملابس وأغلى المجوهرات والحقائب، وعن استمتاع المرأة الكويتية بكامل حقوقها، ودعم الكويت لمختلف أجهزة الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة، وحرصها الشديد على تجسيد مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، والتأكيد أنها مواطِنة من الدرجة الأولى! فيظن العالم أن نساء الكويت فعلا كذلك، مرفهّات منعّمات مستوفيات لكل حقوقهن!
لكن الصورة التي لا يرونها هي أن أغلب الكويتيات لا ينتمين إلى الطبقة البرجوازية تلك، بل هن نساء عاملات كادحات ينتظرن المرتب نهاية الشهر، وربات بيوت يكابدن هموم المسؤولية والتربية والإنفاق، وحُرم الكثير منهن من حقوق أقرها لهن الدستور، أهمها مساواتهن بالرجل.
وسأركز هنا على تلك الشريحة من الكويتيات المتزوجات من غير كويتي محدد أو غير محدد الجنسية، الشريحة التي عاقبها المجتمع من دون محاكمة، بزواجها -على سنة الله ورسوله- من رجل ارتأت فيه شريكا مناسبا لحياتها، وكأنها اقترفت جريمة أخرجتها من الملة، فحرمتها الدولة من حق منح أبنائها الجنسية الكويتية مساواةً بأبناء غير الكويتية التي تزوجها الكويتي، فيا للتناقض! صارت الغريبة في نظر الدولة هي الحبيبة المستحِقة للمزايا كلها، بل حتى أبناء مجهولي الهوية يكتسبون الجنسية تلقائيا، أما الكويتية ابنة البلد فتلام على خطيئتها (ومحد طقها بعصا وقال لها تزوجي غير كويتي)! ويظل أبناؤها يتجرعون المرارة والظلم، ويُحرمون من حقهم في التعليم والعلاج المجانيين والمقاعد في الجامعة والوظائف في الدولة والإسكان، ويعيشون على هامش المجتمع، بسبب ظلم وعنجهية من يرون أن الزواج من أجانب هو حق محصور بالرجال فقط، وادعاءاتهم السخيفة بأن ولاء أبناء الكويتية من غير الكويتي سيكون لغير الكويت، متجاهلين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ابن أخت القوم منهم»!
ولا أدري كيف يكون ولاء أبناء الكويتي من الإسرائيلية مثلًا خالصًا للكويت! بأي شرع هذا؟ لا أعلم!
القضية لها شجون، ومقال واحد لن يفيها حقها، لكني آليت على نفسي أن أقف مع المظلوم، والمرأة الكويتية على رأس القائمة، وسأسخّر قلمي لنصرتها.

mundahisha@gmail.com
Twitter @mundahisha
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.