حسن كرم: أسلحة وجواسيس ووزارة الداخلية

مهمة وزارات الداخلية الحفاظ على الامن واشاعة الاطمئنان النفسي والامني في ربوع الوطن وفي نفوس الناس، وعليه فدور وزارة الداخلية لا يقتصر على ضبط المخالفات المرورية أو ملاحقة اللصوص والمهربين وتجار المخدرات والخمور، او فض هوشة مراهقين في المولات التجارية للاستحواذ على قلب فتاة مراهقة، وغير ذلك من الحوادث اليومية، ولا احد يتجرأ على رجال الداخلية بالقول انهم غلطانين، لكن بث الاطمئنان الامني والنفسي اكبر من ملاحقة لصوص أو فك هوشة صبيان أو مخالفة ممنوع الوقوف، ولعلنا نقصد بذلك أمن الدولة الذي هو قطعا أكبر وأخطر من أمن الافراد.
فهل تقوم أو قامت وزارة الداخلية وأجهزتها المناطة بشؤون امن الدولة بواجبها الامني والنفسي ازاء ما يروج من اشاعات واخبار ملفقة أو كاذبة أو مدسوسة أو غير دقيقة التي من شأنها تهييج الشارع وترويع النفوس، فصمت وزارة الداخلية يريبنا خاصة ان مثل تلك الاخبار لا تصدر من اناس عاديين وانما يتمتعون بالوزن السياسي والوجاهي، فعندما يبث وليد الطبطبائي وهو عضو مجلس امة وذو مكانة وجاهية وعقائدية خبرا عن ان اطرافا خطيرة مرتبطة بجيش طائفي تقوم بشراء اسلحة من سوق سوداء في كبد والجليب وبنيد القار استعدادا لساعة الصفر، ثم يتراجع عن ذلك الخبر زاعما انه ابلغ ضباطا بأمن الدولة عن مكانين لتجميع السلاح وبالأسماء احدهم بجاخور بكبد والآخر منزل بمحافظة حولي، ثم يليه الوجيه بن الوجيه عضو مجلس الامة وزعيم السلفية الكويتية خالد السلطان بتصريح بثته كافة شبكات الخدمات الاخبارية والصحافة اليومية عن وجود شبكات تجسس ايرانية في البلاد، ثم يدخل مبارك الوعلان على الخط والذي لايزال يتشبث بعضويته في مجلس 2009 «مجلس الخزي والعار ومجلس القبيضة» ليؤكد خبر وليد الطبطبائي عن شراء اسلحة للجيش الطائفي ثم يختم هوجة التصريحات المشوشة والمسمومة عضو مجلس الامة المبطل عبدالله الطريجي والمطلوب للتحقيق على قضايا امنية باخبار عن شبكات التجسس الايرانية..!!
اسلحة وتجسس ووزارة الداخلية ساكتة وصامتة وكأن تلك الاخبار للتفريج عن الناس لا لترويعهم وزعزعة استقرار الدولة..!!
فما صحة هذه الاخبار يا وزارة الداخلية؟، هل هناك اسلحة تباع في السوق السوداء وزبائنها من الجيش الطائفي أو هل هناك جيش طائفي أو هل هناك في الكويت مصانع لانتاج اسلحة ثقيلة أو خفيفة ونحن لا نعلم عنها أو ثمة مخازن لبيع السلاح أو ثمة جيوب سرية تقوم بتهريب السلاح من الخارج وبيعها بالكويت؟ وما صحة شبكات الجواسيس الايرانيين المنتشرة والمتغلغة في البلاد غير الخلية التي مازالت تخضع للمحاكمة؟ وهل الايرانيون وحدهم أم ثمة شبكات تجسسية من جنسيات اخرى تنشط في البلاد؟ واخيرا نسأل كيف وصلت المعلومات عن شراء الأسلحة الطائفية وشبكات التجسس الايرانية الى الطبطبائي والسلطان والطريجي وغيرهم؟ هل لهؤلاء عملاء ومخبرون سريون يزودونهم بالمعلومات الامنية والجاسوسية؟ والاهم من ذلك كله هل استدعتهم وزارة الداخلية لتستقصي منهم حقيقة تلك المعلومات وما اذا كانت صحيحة أو كاذبة؟ وما الاجراءات والعقوبات الامنية التي تطبق على مروجي الاشاعات الكاذبة والمعلومات المضللة بغض النظر عن مكانة وهوية الشخص؟
نحن واثقون ان رجال الداخلية عيونهم مفتوحة ولن يتوانوا عن السهر من اجل امن واستقرار الكويت، ولكن هناك من يهوى اثارة البلبلة والاستخفاف بأمن البلاد، والقاء الكلام الجزاف دون تمحيص او تدقيق، وهذا ما لا ينبغي ان يستمر، فأمن البلاد لا ينبغي ان يكون بأي حال من الاحوال مجالا للفتنة والتجاذب السياسي والخلاف العقائدي أو جعله مادة للتكسب الانتخابي، خصوصا في ظرف عويص ومشحون الذي تعيشه الكويت والمنطقة، حيث التهديد بحرب طائفية ملعونة قادمة، والتي اذا اشتعلت لا سمح الله، فلن يخرج منها احد منتصرا.
نحن هنا لا نحرض ولكن نتساءل، ومن حقنا كمواطنين ان نتساءل ونطمئن على امننا، فإلى متى وما سر صمت وزارة الداخلية..؟!!

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.