احمد المليفي: الفاعل معروف

في الجرائم المستعصية والصعبة قد يصل التحقيق الى طريق مسدود ويغلق الملف بعبارة الفاعل مجهول ويستمر التحقيق لحين ورود معلومات اخرى.

اليوم عندنا حرائق متنوعة مرة في الشويخ ومرات في امغرة ثم انتقلت الى شرق. وعندنا كذلك شحن طائفي وقبلي وسياسي وتلفيق اخبار واصطناع اسماء وهمية وحسابات في التويتر احيانا اسنادها لشخصيات او مؤسسات حقيقية ويظهر في النهاية انه حساب مزور وكان اخرها تزوير حساب وزارة الداخلية الذي ذكر فيه اسماء وعناوين المخالفين وهذا ما لا تفعله الداخلية وسيستمر مسلسل التلفيق والتزوير.

واذكر ان هناك حساباً في «التويتر» كان دائم الشتم والقذف بالاخرين دون استثناء وكانت احدى تغريداته قبل احد اجتماعات ساحة الارادة بالدعوة للخروج والمواجهة حتى لو سالت الدماء الى الركب وعندما تابعت تغريدات الحساب القديمة وجدت ان صاحب الحساب يعيش في استراليا.

عندما نربط الاحداث مع بعضها، حرائق في المعدات واشعال حرائق طائفية وقبلية والتردي بالحوار واثارة النزعات وبث الفرقة في المجتمع واختلاق اخبار غير صحيحة نجد ان هدفها واحد وهو عدم استقرار البلد وتمزيق نسيجه الاجتماعي تمارسها أياد لا اعتقد بانها تعمل لحسابات داخلية بل تتحرك بتعليمات خارجية لا تريد للكويت الاستقرار ولديموقراطيتها الاستمرار.

اطراف منزعجة من النموذج الكويتي منذ زمن ووجدت وسيلتها الان في مثل هذا السلوك وللاسف ان هناك من الداخل لاهداف خاصة فيه واجندات شخصية مستفيدة بطريقة واخرى من كل ذلك بل احيانا يتم التجاوب مع دعواتها لتحقيق اهدافها واحيانا يخلق لها الاجواء السياسية والتربة الخصبة لبث سمومها في جسد الوطن.

في هذه القضايا الفاعل معروف بالهوية والاهداف والنوايا والوسائل فهل نعتبر ونحافظ على وطننا ولا نترك للطابور الخامس اي منفذ ليتسلل فيكون بالمقدمة آمل ذلك فالكويت لا تستحق ما يحدث لها، وبالمقابل فهي تستحق ان نقدم لها يد العون فقد اعطتنا الكثير وآن الاوان ان نقدم لها كل شيء.
المصدر جريدة النهار