الدعوة لعقد جلسات مجلس (2009) مجددا بعد غياب متعمد من النواب وبعد رفع رئيس المجلس السيد جاسم الخرافي كتابا الى حضرة صاحب السمو الامير حفظه الله ورعاه شارحا فيه صعوبة عقد جلسات المجلس كمن يدعو لاخراج جثة ميت من القبر!
كان يمكن الاستفادة من حكم المحكمة الدستورية بعودة مجلس (2009) وابطال مجلس (2012) وذلك باستئناف جلساته، ولكن الحكومة قبل نواب المجلس المبطل المتضررين سارعت للاعلان عن ان مجلس (2009) ميت وانها (الحكومة) بصدد اجراءات دفنه، هكذا فهم من التصريحات التي ادلى بها وزير الاعلام ووزير الدولة الشيخ محمد عبدالله المبارك في اول تصريح في المؤتمر الصحافي بعد قرار المحكمة الدستورية، وكان على الحكومة ان تكون اكثر حنكة وحكمة، والا تخوض في قرار متسرع لمجرد ترضية الشارع أو للتخفيف من صدمة حل مجلس (2012) على اعضائه أو على اغلبيته المتضررة..!!
فرصة ذهبية فاتت على الحكومة وعلى نواب مجلس (2009) والحكومة هي متسببة وهي الخاطئة والمخطئة هي التي تتحمل تعطيل جلسات المجلس وبالتالي التسبب في حدوث الفراغ الدستوري وتعطيل مصالح الدولة وتأخير الميزانيات، فلينقذك الله يا كويت من حكومة ضايعة لا تدري وين الله حاطها ولا تدري حدود مسؤولياتها وواجباتها. فهل كان ذكاء أو حصافة ان يسارع وزير الاعلام للاعلان عن ان اسباب حل مجلس (2009) ما زالت قائمة في حين تصدر المحكمة الدستورية حكمها باستئناف جلساته؟ ما هذا الذكاء الفذ والحصافة السياسية؟!
الآن الحكومة مكبلة والمجلس معطل والرابضون بساحة الارادة صنعت منهم الحكومة ابطالا ومعارضة، وعودة مجلس (2009) لجلساته دون التوافق والاتفاق مع المعارضة كمن يرمي حجرا في مياه راكدة، وكمن يريد ان يعطي مبررا للمعارضة لاحتلال الساحات وكسب التأييد والتعاطف الشعبي…!!
انا اول من دعا مجلس (2009) لاستئناف جلساته، وانا اليوم ادعو الى عدم استئناف الجلسات، اذا لم تكن جلسات ناجحة ومنتجة وتعيد المعارضة الخائبة الى جحورها المظلمة.
نعم.. يمكن استئناف جلسات المجلس ولكن بشرط الاتفاق مع المعارضة بعدم التخريب وتحريض الشارع وهذا طبعا مستحيل ثانيا حضور الاغلبية المطلقة وثالثا رجوع المستقيلين عن استقالاتهم واخيرا حضور حكومي كامل.
قطعا تعديل الدوائر الانتخابية بحضور نيابي وتحت قبة عبدالله السالم هو الاصح بدلا من ان تنفرد الحكومة بتعديل قد لا يلبي المطلب الشعبي.. ولكن هل يمكن احياء مجلس اماتوه قبل ان يموت وحضر الجميع دفنه..؟!!
مجلس (2009) اماتته الحكومة ورقص على جثته المنتفعون وتبرأ منه الذين يدعون الآن لعقد جلساته، فأين كنتم عندما دعاكم رئيس المجلس لحضور الجلسات لكنكم هربتم واختبأتم في بيوتكم..؟!!
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق