احمد الكوس: كلمة في رثاء الشيخ عبدالله السبت رحمه الله

نعزي أهل الكويت والامارات والعالم الاسلامي بوفاة الشيخ عبدالله السبت العالم المجاهد المربي الذي بذل جهده وماله ووقته لدعوة الناس الى العقيدة الصحيحة والتمسك بالكتاب والسنة ونبذ البدع والخرافات والرجوع الى منهج السلف الصالح وكان هذا ديدنه رحمه الله تعالى.
كان له هدف أساسي في حياته وهو التمسك بالمنهج الحقيقي للعقيدة الصحيحة من خلال الدعوة الموافقة للكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ومنهج الصحابة رضي الله عنهم وكان رحمه الله تعالى يربي تلاميذه دائما على السنة وعلى الأدلة بعيدا عن البدع التي شوهت هذا الدين الحنيف.
أنشأ الشيخ السبت أول مكتبة سلفية تهدف لطباعة الرسائل التي تحيي منهج السلف الصالح وتدعو للتمسك بالكتاب والسنة واسمى المكتبة بالحكمة ثم غيرها الى الدار السلفية وطبع لكبار العلماء كالشيخ ابن باز والألباني والأشقر رحمهم الله تعالى.
أهل الكويت عرفوا الشيخ عبدالله السبت في بداية السبعينيات متطوعا متجولا في مساجدها يلقي المحاضرات والدروس في الفقه والعقيدة والحديث وغيرها محتسبا الأجر والمثوبة من الله تعالى داعيا الناس الى التمسك بمنهج الصحيح.
كانت له جولات علمية دعوية لشتى دول العالم لالقاء المحاضرات وتوعية الناس بأمور دينهم في الهند وتركيا وماليزيا وأغلب الدول العربية.
له محاضرات قيمة تأصيلية في العقيدة والمنهج لايستغني عنها طلاب العلم وبعضها فرغت وطبعت ككتيبات، وكذلك له بعض المؤلفات في العقيدة والدعوة من أشهرها مختصر مدارج السالكين لابن القيم في مجلد.
له اهتمام كبير رحمه الله في الجاليات ودعوة الأجانب وله أسلوب جميل في تحبيبهم للاسلام والتركيز على العقيدة ومبادئ الاسلام واللغة العربية، وكان يحرص أشد الحرص على جمع الصدقات والزكوات لمساعدة المحتاجين منهم.
كانت للشيخ اتصالات كبيرة بالدعاة وكان شخصيا يتصل بي بين الحين والآخر وله فضل كبير عليَّ بعد الله تعالى ويتعاهد الدعاة بالنصح والحكمة وكان متابعا جيدا لمقالات الدعاة ويطلب منهم توضيح المنهج الصحيح والثبات عليه ومحاربة الغلو والتكفير، وأهمية طاعة ولاة الأمر من خلال الأدلة من الكتاب والسنة والمنهج السلفي الصحيح.
له أسلوب جميل ومقنع وقوي في محاضراته ومناظراته يستميل الحضور والسامعين بقوة حججه وطرحه وأدلته ولغته الجميلة.
سافرت اليه في الامارات عدة مرات فرأيت فيه الكرم والتواضع حتى أنه كان يأتيني المطار أنا وزميلي الدكتور راشد العليمي الى المطار بسيارته ثم يأخذنا منزله بالشارقه بكل تواضع وكرم، وعندما كنت أدرس في جامعة الامام محمد بن سعود بالرياض وأثناء زيارتي للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله كان الشيخ دائما يسأل عن الشيخ عبدالله السبت وايصال السلام له، وكانت هناك علاقة خاصة بينهما وأخبرني الشيخ السبت أنه أحيانا يجتمع مع الشيخ ابن باز رحمه الله في بيته بالرياض من ساعتين الى ثلاث في مناقشات خاصة وأحيانا في أمور تهم المسلمين في بعض دول العالم تحتاج الى فتاوى خاصة، وأذكر في موسم الحج كنت أنا والشيخ السبت نمر على الشيخ ابن باز في منزله بمكة فكان يرحب به ويحتفي به.
وكانت له صلة بكبار العلماء كالشيخ العلامة صالح الفوزان وله محل تقدير عنده ومحبة وكذلك الشيخ عبدالله بن غديان كما ان الشيخ سافر الى سورية في بداية السبيعينيات وتعرف على الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله واستفاد من علمه وطبع بعض كتبه ومنها بعض أجزاء سلسلة الأحاديث الصحيحة.
تحمل الشيخ العديد من الابتلاءات وصبر عليها في حياته وآخرها المرض وكل ذلك وهو صابر محتسب جعل الله ذلك في ميزانه.
رحم الله الشيخ عبدالله السبت وأجزل له المثوبة والأجر وجعله في جنات النعيم.

د.أحمد عبدالرحمن الكوس
aulkous@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.