احمد المليفي: جبهة وطنية.. على مَنْ تضحكون

في عام 81/80 عندما شكلت الحكومة لجنة لتنقيح الدستور ابان تعليق نصوصه وقفت القوى الوطنية جميعها ضد التنقيح -وكانت القوى الوطنية في تلك الفترة مشكلة من رجال آمنوا بالدستور وعملوا باحكامه واحترموا نصوصه فوقف الشعب الكويتي كله معها- واحترمت السلطة ارادتها فصرفت النظر عن التنقيح.
وفي دواوين الاثنين عندما حل مجلس 85 وقفت القوى السياسية جميعها ضد الحل وتفاعل معـها الشعب الكويتي لمعرفتهم بصدق نواياها وبموضوعية مطالبها الى ان عاد العمل بنصوص دستور 62.
الاخوان في الاغلبية البرلمانية المبطلة والتي مازال بعض افرادها اعضاء في مجلس وصفوه بمجلس الخزي والعار واعلنوا تقديم استقالاتهم منه تبرأوا من وزره الذي يدعون ومع ذلك مازالوا يستلمون رواتبهم وجميع مستحقاتهم فأي تناقض يعيشون؟! وعن اي مصداقية يتكلمون؟ هؤلاء يتحدثون اليوم عن تكوين جبهة وطنية للدفاع عن الدستور. ونحن نقول لهم اي دستور الذي تدعون انكم تريدون المحافظة عليه؟! هل هو الدستور الذي خالفتموه في كل ممارساتكم ايام مجلس الامة؟ وهل مَنْ نجح عن طريق النزعات القبلية والانتخابات الفرعية المجرمة بالقانون مخالفا بذلك القسم الذي اقسمه يمكن ان يقنعنا بانه يدافع عن الدستور؟ نحن نعرف جيدا ان جزءا كبيرا من اعضاء الاغلبية لا يؤمن اصلا بالديموقراطية ويعتبرها كفرا بواحا وما مشاركته فيها الا للضرورة، ولو تسنت له الفرصة وتوافرت له القوة لانقلب على الدستور وداس في بطنه -بل ان الغالبية العظمى من الاغلبية لا تؤمن بباب كامل من الدستور وهو باب الحريات- فكيف ستقنعوننا بانهم سيدافعون عن الدستور؟
قضية الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور شعار رفعتموه بعد ان شعرتم بان الناس غير مقتنعة بما تطرحونه من افكار او تنادون به من آراء فهل تعتقدون انكم قادرون على ان تضحكوا على العالم بمثل هذا الشعار الذي لا طعم له ولا رائحة ولا لون. لا اعتقد ان العقلاء سيستجيبون لكم فقد جفت الاقلام ورفعت الصحف وعلى ما يقولون «بينت فيلجا».
المصدر جريدة النهار

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.