رغم “التطمينات” المريحة التي سمعتها بأذني من رؤوس كبيرة, والتي تؤكد جميعها على صمود الحكومة وعدم رضوخها وتراجعها كما جرت العادة في كل مرة, إلا أن هناك جملة من المؤشرات خلت قلبي “ينغزني” ويساور نفسي الشك والريبة والقلق. فمسألة تحديد موعد قريب للحكم في طعن الحكومة بالخمس دوائر, لا يريحني كمتابع. صحيح أن لا علاقة للحكومة في هذا الأمر, وصحيح أن تحديد يوم 25 سبتمبر هو حق خالص ومن صميم عمل المحكمة الدستورية التي بلا شك لها أسبابها الوجيهة في تحديد هذا الموعد, ولا يمكن لأي كان التدخل بتاتا في عملها, إلا أنني أنظر إلى مسألة تحديد الموعد القريب من زاوية الحسبة السياسية, لذلك أضعه كواحد من جملة المؤشرات التي تشغل بالي.
المؤشر الثاني, هو انتفاء أي تحرك حكومي لانعقاد مجلس 2009 ولو من باب المحاولة, لم يحدث هذا, رغم إن مصلحة الحكومة وحاجتها تتطلب انعقادا فوريا للمجلس لإقرار الميزانية العامة للدولة. ثالث المؤشرات, هو أن مجلس الوزراء لم يضع حدا لعبث بعض الوزراء الذين يفترض أنهم يعملون في الحكومة وللحكومة, ولكنهم واقعيا يأتمرون بأوامر خصومها فبدا للناس وكأن هؤلاء الوزراء أعضاء في الأغلبية المخلوعة ولا ينقصهم سوى مشاركتها الاعتصام والتظاهر! إن هذا المؤشر بالذات, يثير في نفسي الكثير من المخاوف, لأنه لا يمكن أن يجرؤ أي من هؤلاء الوزراء على فتح أبواب وزارته لخصوم الحكومة بهذا الشكل وفي هذه الظروف, لولا وجود ضوء أخضر يسمح لهم بذلك!
المؤشر الرابع, يتلخص في عدم قيام الحكومة بأي خطوة أو
إجراء أو حتى إصدار بيان يدين – ولو بشكل غير مباشر – تصريحات فجة صدرت من ثلاثة نواب, كلها تهدد الأمن الوطني والاجتماعي للبلد, فالأول, وهو المعروف بحقده, تحدى الشعب والنظام والحكومة وهدد صراحة باقتحام المجلس وإفشال جلساته. والثاني, دعا بكل وقاحة و”عيني عينك” لاستقدام ثورات الربيع العربي. أما الثالث, وهو الكذاب الأشر, فراح يغمز ويلمز بتلميحات هي للتصريح أقرب بالمراجع السياسية من دون خجل أو حياء! ما قاله المرجفون الثلاثة, ليس تصريحات عابرة, بل هي تهديدات تمس الدولة والنظام والشعب, ومسألة أن تصم الحكومة آذانها عن كل ما قيل, فهذا وما سبقه من مؤشرات ثلاثة, هو ما يجعلني أقول سرا وعلانية: الله يستر!
salehpen@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق