ناجي الزيد: لَيْتهم يبحثون في جينات رَبعنا

أربعمائة عالم واثنان وثلاثون مختبراً قضوا أكثر من 12 عاماً لاكتشاف ما يُسمى بخريطة «الجينوم»، وهي تحدد الشفرة والصفات الوراثية في الإنسان من خلال الجينات، مما يجدد الأمل في إيجاد علاج للكثير من الأمراض المستعصية، خصوصاً الوراثية منها، حيث ثبت أن أي خلل في جين يحمل صفات معينة أو يؤدي وظيفة فسيولوجية معينة، يؤدي إلى خلل وظيفي يتسبب في المرض مهما كان نوعه، سواء كان وراثياً أو لم يكن.

من يُمول هذه البحوث؟

في المقام الأول المؤسسات الحكومية، وفي المقام الثاني أغنياء، حباهم الله سبحانه بالثروة، وأرادوا خدمة الإنسانية من خلال التبرع بجزء كبير من ثرواتهم، بل وإنشاء مؤسسات بحثية متكاملة من أجل القضاء على الأمراض، كما أن هناك جمعيات خيرية تجمع تبرعات من الأفراد العاديين لكي تساهم في منفعة الإنسان والإنسانية، لفترة عام وأكثر، والشعب السوري يعاني وهناك أكثر من مائة ألف لاجئ سوري وفق احصائيات الأمم المتحدة، وهم بحاجة للمساعدة مادياً ومعنوياً، ويقاسون من الفقر والمجاعة بسبب الاضطرابات في بلدهم.

في الكويت تم جمع التبرعات بترخيص، ومن دون ترخيص في معظم الأحيان، لكي نفاجأ بما نشرته وسائل الإعلام بأن بعض هذه التبرعات لم تذهب للجياع والمشردين، بل ذهبت في جيوب بعض جامعي التبرعات، هذا ما نشره الإعلام، والأمرّ والأدهى أن البعض استغل بعض هذه الأموال واستغل حاجة العائلات المشرّدة للمال لكي يتزوج فتيات، بعضهن لم يتجاوزن الرابعة عشرة من العمر، مستغلا الحاجة والعوز والتشرّد.

وهذا – كما أسلفنا – ما نشرته بعض أجهزة الإعلام والتويتر والفيسبوك والواتس آب.

لا نعلم مدى صحة هذا الكلام، وإن كان صحيحاً، وهذا هو الأرجح بعد تجربة البوسنة والهرسك، نقول إن كان هذا صحيحاً، فإنها مصيبة وعار وقلة ذمة من هذا البعض الذي لا يخشى دينا ولا دنيا، ويستغل حاجة البشر لإرضاء رغباته الجنسية الشاذة.

وبمقارنة تبرعات الدول المتقدمة وأغنيائها الذين يسعون الى خدمة الإنسانية من خلال اكتشاف الخلل الجيني للقضاء على الأمراض، هناك من هو من بيننا يسيء للإنسانية بتصرفاته وأخلاقه الدنيئة باستغلال مأساة العوائل السورية من اللاجئين للزواج من فتيات قاصرات.

على الجهات المسؤولة في الحكومة أن تحقق مع هؤلاء الاستغلاليين وتطالبهم بمبالغ التبرعات مهما صغُرت، فقد تعودوا على أن يستغلوا مصائب غيرهم ليُشبعوا رغباتهم، طبعا باستخدام الدين والدنيا!

د. ناجي سعود الزيد
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.