من يسمع بالدستور الكويتي يعتقد انه الوحيد في العالم، وان له من القدسية ما تمنع المس به، ثم فجأة يكتشف انه لا قيمة له عند البعض، وليس سوى اداة تكسب واكل عيش! فبالامس كان هذا البعض يتصايح حاملا الفئوس دفاعا عنه، وفجأة ودون سابق انذار انقلب مطالبا بتعديل نصوصه بشكل ناسف، حتى بلغ مرحلة التعدي على صلاحيات الامير، هكذا هم، لا يعنيهم ما قالوه بالامس، فقط يعنيهم اليوم وما فيه من عنتريات، والغد، وكيف يبقون في ذاكرته؟ كونهم القادة والسادة والساسة والمفكرين، دون احترام لعقول مواطنيهم، الذين هم من وجهة نظرهم اما عدو فاسد قابض للرشوة، او تابع لا يرونه شيئا مذكورا، بعد ان سلم مقاليد عقله، وابهرته الشعارات، فأصبح تحت الابط، هكذا هم، وهكذا يفكرون.
٭٭٭
لدى بعض نواب كتلة الاغلبية تناقضات تجعل الوالدان شيبا، فبالامس حين لجأت الحكومة الى المحكمة الدستورية للبت في قضية الدوائر ونظام التصويت الجائرين تصايحوا مطالبين بترك القضية للبرلمان ليبت فيها، مما يعني ان تعيد الامة انتخابهم ومن ثم يقومون بتعديل الدوائر بكل نزاهة وعدل وشفافية! لا يريدون اللجوء الى القضاء، فبيت الامة من وجهة نظرهم هو المكان المناسب، ونوابها مخولون بذلك، اليوم انقلبوا كعادتهم، يريدون تأسيس (الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور) كونهم حراسه المؤتمنين!
٭٭٭
كتلة غريبة، يريد نوابها ان يصبحوا مرجعا لكل شيء، فبالامس وتحت قبة البرلمان، سعوا الى تفريغ الدستور من محتواه، وتعديل مواده، فنادوا بالامارة الدستورية، ورئيس وزراء شعبي، وصحة انعقاد الجلسات في غياب الحكومة، والغاء مشاركة الوزراء غير المنتخبين في التصويت، وألا تنال الحكومة الثقة الا من تحت ايديهم، واليوم خرجوا علينا ببدعة اسمها (الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور)! نحن نتساءل، أليس من الواجب ان تناط حماية الدستور بنواب الامة المنتخبين وتحت قبة البرلمان؟ أليس هذا ما كنتم تنادون به؟ ثم من الذي ألغى الدستور حتى تحتاج الامة الى جبهة وطنية لاستعادته؟ ومن نصبكم حماة له وهو لم يمس؟ ام ان ضرب الدستور وفرض الوصاية على الامة هو ديدنكم؟ الامة التي ستقف معكم في الحفاظ على الدستور الحالي متى ما انتهكت او عطلت نصوصه، وستقف ضد دستوركم الجديد الذي تنون تأليفه وضد مساعيكم لتحقيق ذلك! مع العلم اننا لن نحتاج الى ذلك، فمن تعهد بحفظ الدستور وحمايته والدفاع عنه هو سمو الامير حفظه الله، وهو بالطبع أصدق واوفى منكم مجتمعين مليون مرة.
< نقطة شديدة الوضوح: أستأذنكم بالتوقف عن الكتابة للسفر في رحلة علاج، احد (الاصدقاء) سألني (هاه على حساب الحكومة)؟ قلت: ما عندي واسطة! فقال (كل هذا وما عندك واسطة)؟ قلت: الواسطة عند نواب المعارضة ولست معهم على وئام، فقال (عندك الحكومة اللي تدافع عنها)! قلت: اللي يشد الظهر فيها خسران، تورطنا! مفرج البرجس الدوسري MALDOSERY@ALWATAN.COM.KW المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق