احمد المليفي: جبهة صبه حقنه لبن

بعد تطبيل إعلامي وتهويل سياسي تمخضت اجتماعات الاغلبية البرلمانية في البرلمان المبطل عن جبهة تدعي انها ستدافع عن الدستور وستكون مفتاح التغيير على الساحة السياسية.
الناظر الى هذه الجبهة المزعومة لا يجد فيها اي اضافة لا سياسية ولا شعبية. وانما بالعكس ظهور هذه الجبهة كشف مدى الضعف والتشرذم الذي يعاني منه انصارها. فالاسماء واحدة والافكار متناثرة والمصداقية لبعض اطرافها في الدفاع عن الدستور مضروبة، بل ان اعلان الجبهة قد كشف فقدانها تيارات وطنية وشخصيات فاعلة لها تاريخها السياسي واثرها الشعبي على الشارع الكويتي وبذلك وضحت المواقف.
الخاسر الرئيس في هذه الجبهة هم الاخوان المسلمون المتمثلون في الحركة الدستورية. وكذلك السلف تيار خالد السلطان والمستقلون الحقيقيون وليس الشكليين خريجي الفرعيات والنزعات القبلية ومشعلي الصراعات الطائفية.
ولعل اهم الاسباب لفقدان كتلة الاغلبية تعاطف الشارع معها هو تناقضها مع نفسها ومع ما تدعيه من مواقف ومبادئ. فقد اعلنت منذ اليوم الاول استقالتها من مجلس 2009 ولكنها لم تفعل الى يومنا. واعلنت انه مجلس خزي وعار ولكنها استلمت جميع مزاياها المالية والمادية منه وتمترست بحصانته ضد القضايا المرفوعة عليها خاصة قضية اقتحام المجلس وتركت الشباب المتهمين يواجهون مصيرهم لوحدهم في ساحة القضاء.
ورفضت بغير منطق وحجة توجه الحكومة للمحكمة الدستورية لتحصين الانتخابات القادمة وكأنها تستمتع بالفوضى السياسية الحاصلة. واخيرا ابرزت نواب الفرعيات والعصبيات الطائفية والقبلية مخالفة ابسط مبادئ احترام الدستور والقانون والمحافظة على الوحدة الوطنية.
لذلك فان جبهتهم المزعومة ينطبق عليها المثل القائل (صبه حقنه لبن) فهل استوعبوا الدرس. آمل ذلك؟
المصدر جريدة النهار

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.