لا ندري ان كان من يسمون انفسهم بالاغلبية البرلمانية (وهي بالمناسبة تسمية لا تنطبق عليهم لا سياسيا ولا فكريا ولا حتى فئويا) هياجهم واحتلالهم للساحات واجتماعاتهم وملتقياتهم من ديوانية الى ديوانية والتحريض للانقلاب على كيان الدولة ونظمها الدستورية ووصم خصومهم بالفاسدين الى آخر تلك الاسطوانة المشروخة والمعادة والمعروفة لدى غالبية الناس العقلاء لا غالبيتهم وهي في كل الاحوال منسوخة ومجلوبة من الخارج، من ساحات الربيع العربي ومن عنديات الاخوان المسلمين الذين صعد نجمهم وبرز دورهم بفضل دعم ومعاضدة الـ(CIA) والخارجية الامريكية بقيادة الفاتنة الشقراء الساحرة هيلاري كلينتون، وبدور مرسوم للاخواني التركي ولحزبه الاسلامي على ادارة شؤون المنطقة رجب طيب اردوغان وللقيادة الاخوانية السرية العالمية وما تتمتع به من قدرات مالية مليارية هائلة من خلال الشبكة العنكبوتية من المصارف والبنوك والشركات الاستثمارية والقابضة والمصانع والشركات الغذائية والمزارع.. الخ.
اقول لا ندري، ان كان هؤلاء (الاغلبية) هياجهم ناتج من صدمة ابطال مجلسهم، وذلك بحكم مفصلي تاريخي صادر من المحكمة الدستورية، وتاليا افلاسهم من الكرسي النيابي الذي تربعوا بالجلوس عليه قرابة الاربعة اشهر فأحسوا بجاذبية وبقيمة الكرسي ولا سيما الداخلون جددا الى القاعة النيابية، ومن ثم ضعف ثقتهم وضعف اطمئنانهم للفوز والعودة ظافرين بالكرسي النيابي في انتخابات مقبلة، حيث ان الصدمة لهم صدمتان، صدمة حل المجلس وصدمة تبديد الاغلبية وهي كما سبق لنا القول عاليا اغلبية فقاعية كاذبة، أو لربما عاد هياجهم من كون تصورهم بل اعتقادهم في ان غالبيتهم هذه هي الفرقة الناجية أو هي الفرقة المعصومة وان القتال من اجلها تكليف سماوي، ومن مات في القتال فقد مات شهيدا (…) هكذا اعطوا لأنفسهم هالة من القداسة والنزاهة والطهارة ولخصومهم الكذب والفساد غير مصدقين انهم يبيعون الوهم ويلعبون بعقول الناشئة والبسطاء، بكلمات زائفة واقاويل مضللة!!
لعلي اتصور ان هؤلاء قد وصلوا الى حافة الافلاس وانكشفوا على الملأ، ولا فرصة غير الاعتراف بخطئهم والرجوع الى جادة الصواب، وترك العنتريات والبطولات الزائفة وجريان خلف السراب.
ان من يعطي لنفسه حق التحدث باسم الشعب الكويتي فلا ريب انه واهم، لأن تاريخ هذا الشعب هو الذي يعبر عن نفسه، وهو الذي يعبر عن حقيقة ومعدن ونقاوة وصفاء هذا الشعب الذي ظل وفيا ومخلصا للارض والحكم وهما (الارض والحكم) عقدان لا ينفصلان فلا كويت بلا حكم الصباح ولا الصباح بلا ارض الكويت. ولذلك فمحبة واخلاص الشعب، محبة واخلاص للحكم والارض ومن لا يستوعب هذه المعادلة ولا يفهم قوة هذه الارض لا يفهم قوة هذا الشعب.
ان العبث الذي يهرفون به ويلقونه تهما على الآخرين هم اول العابثين والمعتدين والمتجاوزين والمتسلقين على الدستور وعلى لائحة مجلس الامة، وعلى قانون الانتخاب وقانون الفرعيات وهم الذين بثوا العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والفئوية، وهم الذين نزلوا الانتخابات وفقا للقوائم الحزبية والقبلية والمذهبية والطائفية فليكفوا عن هذا، وليعلموا ان حبل الكذب قصير، وان نجحوا بالكذب على بعض الناس فلن ينجحوا بالكذب على كل الناس، فللناس عقول تعي وعيون ترى، وليخرص الخراصون المتحذلقون فلن يكسبوا تعاطف الناس بالعويل والصراخ والحناجر المفتوحة، ولن يتعاطف معهم الناس بجرهم الى الساحات أو تمثيل دور المظلومية، لأن هذا الدور (المظلومية) لا يجيد لعبة الظالم مهما تقمص أو تمسكن، فأنتم يا سادة تظلمون بل ظالمون لهذا الشعب عندما تعطلون مصالحه، فقدموا العقل على الحماقة، واعلموا انكم لن تكسبوا سنتيمترا واحدا بالغوغائية والعبث وباحتلال الساحات وتهييج الناس، فلقد سئم الناس من هكذا وضعية، فالشعب الكويتي بكل اطيافهم ومكوناتهم يرفضون ان يكونوا حلقات في تروس الاخوان أو تروس غيرهم، ويرفضون ان تؤتى لهم الوصايا والاوامر والاملاءات من الخارج، فأعقلوا.. واعقلوا.. فلا شيء افضل واحسن واسلم من الجلوس والتحاور معا بقلب اخوي مفتوح والتداول فيما يعيق مسيرة البلاد وتقدمها.
أما كفى هذا البلد تآمر الاخوة الاعداء عليها حتى يسعى ابناؤها على خرابها..؟!!
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق