عبدالمحسن جمال: ساحة المبيت الليلي

التعامل الحكومي مع حركة المعارضة السياسية تعامل هادئ وغير منفعل، وهو أسلوب يحاول امتصاص «الزخم النفسي» الذي يحاول أفراد المعارضة تأجيجه على الساحة المحلية.

فتجمع ساحة الإرادة أصبح تكرارا لمشهد لم يعد له تأثير كبير، بل ان تأثيره ينتهي بانتهاء التجمع.

والتهديد بمواصلة التجمع لم يعد خبراً ذا قيمة، لان الناس بدأوا يعرفون ان بعد كل تجمع سيكون تجمع آخر وهكذا دواليك.

والطرح السياسي لم يعد مقنعا للناس مع محاولة البعض طرح قضايا لم ينزل بها «الدستور» من سلطان، لان الجماهير بدأت تميز بين الطرح «اللامنضبط» والطرح الدستوري.

فحين يطالب البعض بتغيير الدستور فان الناس يضحكون على صاحبه، لانه لا يفهم بـ«النظام السياسي الكويتي» ولا يفهم بــ«طبيعة المجتمع الكويتي وتاريخه»، ومن يدعو إلى أن يكون رئيس الحكومة باختياره، يبتسم أهل الكويت العقلاء لان رجالات الكويت من واضعي الدستور ناقشوا هذه القضية طويلاً واستقر رأي أهل الكويت على أسلوب وطريقة اختيار رئيس الحكومة، وأسلوب محاسبة الحكومة سياسيا، وهم يعرفون ان صاحب هذا الطرح «لا يهش ولا ينش» وانه صاحب «طلعات» و«صرعات»، وان حاول البعض اثارة القضايا الطائفية فان الكويتيين شبعوا من هذا الطرح «الغثيث اللي ما يوكل خبز» كما يقول المثل، اما اطرف ما سمعه أهل الكويت فحين قال أحدهم في ساحة الإرادة ليلا بما معناه «أنا الأمة والأمة أنا» فعرفوا ان افلاسه السياسي قد اقترب مع ظهور الفجر الصادق.

اما قول البعض بان الربيع العربي لن يكون بعيداً عن الكويت فكان رد العقلاء عليه «جاي تبيع الميه في حارة السقايين».

على كل فإن تجمع ساحة الإرادة أصبح كالمسرحية «البايتة» التي يعيدها الجمهور للضحك والابتسامة، لانهم يعرفون احداثها وتفاصيلها ومواقف ممثليها.

والناس «الجادون» اليوم يتابعون بكل شغف حكم المحكمة الدستورية في قضية الدوائر ويقرأون من تقويم العجيري «بدء برودة المياه في الأنابيب».

د. عبدالمحسن يوسف جمال

ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.