عائشة العوضي: في حقّ المعلّم وقفة

بعد أن نهلت من أستاذي الفاضل الدكتور عباس عبد مهدي الشريفي، صفاء العلم وغزارة الخلق وحسن التربية ورقي التعليم، فهمت على المستويين الوجداني والعقلي معنى كلمة معلم، أن أرى بعينيّ نهاية الجدّ، بذل الجهد، صدق الوعد، فذلك يغرس بالمتعلم بذرة العطاء ويحملها على أكف النماء، تظهر تلك المعاني المجردة بوضوح حتى أنني أكاد ألمسها، وأشير إليها بأنها هنا، موجودةٌ فيه!
تعلمت منه -ضاعَف الله أجره – أن التعليم عطاء تلو عطاء، أن المعلم لا بد أن يدرك أنه مُربٍ في محل قدوة وتلك مسؤولية عظيمة تتطلب الوعي، تعلمت أن الإرشاد والنقد والتوجيه فنٌ راقٍ يقوم على صدق نية المعلم المربي في تقويم المتعلم لا على النقد من أجل النقد وكفى! تعلمت أن مهنة التعليم تعني تحفيز المتعلم ودفعه بحنان كما أنها لا تقتضي القسوة والعنف بالضرورة، ما أجمل الحزم بحب وما أرقى نتائجه، أكثر ما استمتعت في تعلّمه منه أن للمتعلم حالات تتباين معها التعاملات، والمربي الفطن هو من يعطي جرعة الدواء المناسبة بالقدر المناسب للموقف وللمتعلّم، في كل مرة كنت أزوره فيها أخرج بابتسامة تملأ وجهي بإشراق، مستمتعةً بإضافة عميقة، خبرة مُختزلة، ومعلومة جديدة.
ومن هنا أقول، حقَّ للمعلّم المربي أن يبرّه المتعلم، وخير بر الدعاء، ومن أعطى دعوة خالصة في ظهر الغيب فقد أجزل العطاء، برّوهم بالشكر الدائم، التواصل المستمر، إرجاع الفضل إليهم، ذكرهم بالخير، وغيرها الكثير فأوْجه البر عديدة.
مقال اليوم وقفةٌ في حق المربين الأفاضل، من يعلّمون فيخلصون ويعطون فيجزلون، وهو دعوةٌ لكل معلم جديداً كان أو عريقاً بأن يستشعر أنه صاحب أشرف مهنة وأَنْفَس لقب، كيف لا وأنت من قال فيك صلى الله عليه وسلم «إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلُّون على معلِّم الناس الخير»، هذه مكانتك فاستثمرها، واهْتَم بأن تغرس أثراً طيباً في نفوس المتعلمين لتحصد برّهم.

Twitter: @3ysha_85
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.