إذا كان الحضور الشعبي الهزيل لتجمع الأغلبية في ساحة الإرادة يوم 27-8-2012 بمثابة صفعة قاسية لكتلة الأغلبية «المبطلة»، فإن الحضور في تجمع أول من أمس الإثنين يمكن اعتباره ركلة ورفسة للأغلبية، فحضور هذا التجمع الذي لم يتجاوز الثلاثة آلاف برغم كل التحشيد الإعلامي ودعوات المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتدارك الحضور الضعيف في التجمع السابق، وبرغم محاولة الاستفادة من تصريح وزارة الداخلية «المريب» بمنع المبيت في ساحة الإرادة، برغم ذلك كله فإن عدد الحضور في هذا التجمع لم يزدد، بل ظل كما هو إذا لم يكن أقل من سابقه، وإذا كان عذر منظمي تجمع يوم 27-8 لضعف الحضور هو عدم عودة المسافرين من الخارج، فما هو عذرهم هذه المرة وقد عاد الجميع إلى البلد؟!
بعد نكسة يوم 27-8 حاولت الأغلبية «المبطلة» بشتى الطرق إعادة الحياة لكتلتها المهلهلة، عبر طرح فكرة الجبهة الوطنية لحماية الدستور لتدارك الاتهامات الموجهة لها بالتفرد وإقصاء الآخرين، ولكن حتى هذه المحاولة لم تفلح بسبب رفض غالبية القوى السياسية والشبابية الانضمام لهذه الجبهة، لأنهم يعلمون أن هذه «الجبهة» مجرد «طاقية تخفي» للأغلبية، فهذه الجبهة تابعة للأغلبية بشكل كامل مع بعض المساحيق التجميلية، بإضافة شخصيات مستقلة من أمثال الأستاذ أحمد الديين وخالد الفضالة وآخرين، بمعاونة الأوركسترا محمد عبدالقادر الجاسم، ولكن مساحيق التجميل هذه لم تخف الوجه الحقيقي لما تحت المساحيق، ولذلك لم ينخدع غالبية من عرض عليهم المشاركة.
عزوف القوى السياسية عن المشاركة في «جبهة شخير لحماية الدستور» كان أمراً متوقعاً، بل كان بديهياً، فكيف لا تعزف هذه القوى عن المشاركة وهي تدرك أن هذه الجبهة ليست لحماية الدستور كما يزعمون، وإنما هي لإعادة تأهيل نواب الأغلبية بعد أن انفض الناس عنهم، وإلا فأي جبهة وطنية لحماية الدستور هذه تعقد جلساتها في ديوان خالد شخير؟!
التراجع الشعبي المريع للأغلبية لم يعد بالإمكان إنكاره ولا يستطيع أحد أخفاءه، فلقد اتسع الخرق على الراقع، وهذه النتيجة التي انتهت لها «الأغلبية» تبدو طبيعية جداً في ظل «كوكتيل» الأغلبية غير المتجانس، الذي يبدو وكأنه «من كل قطر أغنية»، وهو تجمع فاقد للمصداقية، عطفاً على خلفية من يحملون شعاره من النواب، ومن الواضح أن كتلة الأغلبية «وين ما تطقها عوية»، وأن انهيار الأغلبية بات محسوماً ومحتوماً، فكل محاولات الإنعاش الصناعي لم تجدِ نفعاً في تعويم الأغلبية شعبياً، ولذلك يمكن أن نقول للأغلبية «راحت عليكم».
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق