يصور مهربو الشعارات الوضع في الكويت على أنه خلاف على «الحل» لا على «المشكلة» فيروجون بين الناس أن الجميع متفقون على أن الكويت في مشكلة لكنهم يختلفون فيما بينهم على طريقة حلها ثم يمضي المهربون أكثر لترويج الحل الذي اختاروه والمطالبة بالحكومة المنتخبة وذلك في مسعاهم لتهريب الربيع العربي الى داخل الكويت الآمنة المستقرة المزدهرة والتي عاشت ربيعها ولاتزال.
وجود المشكلات في الكويت لا يعني أن الكويت واقعة في مشكلة، فالمشاكل والمعوقات والأخطاء والتقصير أمور واردة في جميع دول العالم، ومسؤولية العقلاء السعي لحل هذه المشاكل، غير أن ما يميز الكويت عن سواها لعنة التهويل ولعبة التصيد والمبالغة في الشكوى وانتشار عين السخط التي تبدي المساوئ، فلا ترى في الكويت أمراً حسناً. وتلك لعنة تجعل الإنسان يشقى في النعيم، ويعطش وهو يعوم في النهر العذب الفرات.
«الكويت في مشكلة» فرضية جهنمية لا يصدقها الجميع ولا يعيشها احد، ولا وجود لها في الواقع المعيش، وعلى مهربي الربيع العربي إدراك أنه ليس بمقدورهم الكذب على كل الناس كل الوقت، أما ترويج حل الحكومة الشعبية المنتخبة، فذلك انتحار لا يقدم عليه سوى الساذج الذي أراد أن يكحل عينه فأعماها.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق