قد يشعر المراجع في وزارة التعليم العالي بالضيق والحنق ولربما الرغبة في البكاء، ويرجع ذلك إلى سوء معاملة الموظفين والموظفات هناك للمراجعين، لا أعمم ولكن الأغلبية تتحدث معك بلغة من الاقتضاب الغريبة، يتم الرد على أسئلتك باختصار شديد وتشعر لوهلة أن الحروف التي تنطق لربما تكون حروفاً من ذهب، لذا فهي مختصرة وكأنهم سيدفعون أموالاً لقاء إجابتهم عن أسئلتك!
يتعرض المراجع للأمرّين في هذه الوزارة، فتنقلها كل بضع سنوات إلى موقع جديد يجعلك في موقع حيرة، فخلال السنوات الخمس الماضية تنقلت الوزارة إلى 3 مواقع، وأغلبها لا توجد فيها مواقف للسيارات، وبعد عناء البحث عن موقف تجد الموظف هناك لا يرضى التحدث معك إلا في ساعات معينة من العمل، أي بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً لن يرد أي موظف عن أي استفسار، حتى إن عطست فلن يرد عليك حتى “يرحمك الله”.
لا يمكن أن يكتفي المراجع بزيارة واحدة لهذا المكان البائس، بل سيتم إرساله من مكان إلى مكان ومن مكتب إلى مكتب ومن مبنى إلى مبنى فقط للرد على استفساراته، ويتم ذلك بأسلوب جاف جداً من قبل الموظفين، القلة الذين تتعاملون معك بلطف هناك يبدون وكأنهم ملائكة في ساحة من الشياطين، الكل يشعرك بأنك منبوذ وأسئلتك مزعجة وزيارتك غير مرحب بها.
ناهيك عن عدم وجود إجابات وافية وكافية للاستفسارات، والحديث عن قسم المعادلات قد يتطلب مجلدات لا مقالة، هذا القسم الذي يتعامل مع الطالب بمزاجية كبيرة وتخبط بالقرارات ناهيك عن التأخير في المعاملة.
يعاني الخريج تعطل معادلته التي تمتد إلى ثلاثة أشهر كحد أدنى وقد تمتد إلى سنوات لدى البعض، ناهيك عن أن بعض الجامعات كانت معتمدة وأصبحت فجأة غير معتمدة، ويجد الطالب نفسه في حيرة من أمره، ولا يعرف كيف انقضت تلك السنوات من حياته هباءً منثورا.
وزارة مهمة كوزارة التعليم العالي لا تمارس دورها بالشكل الصحيح والمطلوب، وتغيير الوزراء في قطاعات الدولة كافة يحول دون تطوير أي من وزارات الدولة ومؤسساتها، يجب أن يتم تلافي هذه الأخطاء، وهذا العبث بمصير طلابنا الذين درسوا خارج الكويت يجب أن يتوقف، وألا يتم اللعب بشهاداتهم ومعادلاتهم بشكل فوضوي، ومنّا إلى الوزير الحجرف نداء للنظر في التجاوزات والممارسات الخاطئة في هذه الوزارة!
قفلة:
أن تتصدر صور السفير الأميركي المتوفى في ليبيا، وهو في وضع مثير للحزن والشفقة الصفحات الأولى من الجرائد المحلية، شيء مزعج ومؤلم وأتمنى أن نحترم جثث الناس، وإن كان نشرها مهماً فيتم في الصفحات الداخلية للصحيفة وليست الصفحة الأولى، إذ يجب أن تكون لجثة الإنسان حرمتها.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق