يمتاز العميان بالذكاء والنباهة، حيث إنهم فقدوا البصر، ولكن الله أعطاهم نعمة البصيرة، ولكن هذا لا ينطبق عليهم جميعاً، فإذا ما حذّرت أحد العميان، بأن هناك حفرة في الطريق فإنه يتحاشاها بكل ما يملك من حواس، أما الأعمى المغفل، فيحاول أن يفلت من يد من يحذّرونه ليقع في هذه الحفرة.
نحن في الكويت، حكومة ومجلساً، نتجه مثل الأعمى المغفل نحو الوقوع في حفرة، بل في عدة حفر رغم التنبيه لعدم الوقوع في هذا المطبّ، وأكبر مثال على ذلك الوضع المالي في الدولة، فالكل يعلم مدى خطورة المصروفات غير المبررة في عدة وجوه من أوجه الصرف، وآخرها موضوع الكوادر الوظيفية وتكلفة الباب الأول: الرواتب والأجور في الدولة وخطورة الوضع، خاصة أن الكويت تعتمد على استخراج النفط وتصديره، وعلى بناء احتياطيات مالية ضخمة تكون سنداً لكويت ما بعد النفط، والنفط مادة ناضبة، تخضع لأسعار السوق، فهي اليوم في اتجاه صعودي، ولكن التاريخ علّمنا ألا يستمر هذا الاتجاه، ومن الممكن أن يتغير السوق وتهبط الأسعار دون ذلك.
أليس من الأولى أن نعي ذلك، ونتجه نحو توفير احتياطيات مالية تساعد الدولة على القيام بمسؤوليتها؟ يضاف إلى ذلك أن قوة الكويت العالمية ليست في جيشها، ولا في صناعتها، إنما قوتها الحقيقية هي قوة مالية، ومن المعلوم أن المال شكّل خط الدفاع الأول في حرب تحرير الكويت، فلنحافظ على كيان الكويت، وعلى مستقبل الكويت عن طريق الصرف الحصيف والإدارة الجيدة.
أنور عبدالله النوري
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق