«نقسم بالله العظيم ان نبقى صامدين ومستمرين في ثورتنا، مدافعين عن ديننا وأعراضنا ومقدساتنا وحماية وطننا، وان نصون دم شهدائنا وان نبذل الغالي والرخيص لتكون كلمة الله هي العليا، وان نسير على هذا الدرب حتى الشهادة او النصر». هذا قسم احدى كتائب الجيش السوري الحر. الجيش السوري الحر الذي صور لنا «الثورة» السورية على انها ثورة ضد الطغيان وانتفاضة سياسية ضد بطش حزب البعث والحكم الفردي للرئيس السوري. وهو الجيش نفسه الذي استجدى تعاطف الكثيرين عبر الصور التي واصل بثها عن اجرام النظام المزعوم، وتقتيله الاطفال وتعذيبه الكبار وتخريبه الممتلكات والاموال. قسم الجيش السوري كما يبدو بوضوح ليس معنيا بالانسان، ولا بالدولة او حتى الاراضي السورية.
الدين هو المحرك الاساسي لــ«الثورة» السورية، واعلاء كلمة الله هو الهدف النهائي لثوار سوريا. ليس تحرير الانسان السوري هو الهدف، ولا مستقبل تنمويا افضل هو المنشود، بل بكل وضوح وعلانية، هو عودة السيطرة السنية، وفي هذه الايام الوهابية، على الامور في سوريا، واعادة «الطبقة» العلوية الى ما كانت عليه، خدما وعمالا لدى كبار القوم. الطبقة العلوية الحاكمة لن تتخلى عن امتيازاتها بسهولة، فهذا يعني العودة الى الماضي، الماضي الذي كانت كلمة «علوية» تعني خدامة، تماما كما هي لفظة «الهندية» و«الفلبينية» هنا. لهذا فان القتال في سوريا دموي، وبشار الاسد لن يكون بن علي او القذافي او حتى علي صالح كما يحلم البعض.
القتال في سوريا سيستمر، والضحايا ستزداد. والسؤال يبقى: لماذا تكالب بعضنا على تأييد ما يسمى بالجيش السوري الحر؟ وما الذي يجعل هذا الجيش او ما يمثله اكثر لطفا وترفقا بالشعب السوري، والاهم اكثر أمنا وتطمينا للمنطقة من نظام الاسد؟!
مع ان ليس هناك مقارنة على الاطلاق بين النظامين، هنا في الكويت، وهناك في سوريا. لكن معارضيهما متشابهان، بل ربما واحد، والموقف من الانحياز لهما متماثل. فانت ليس في امكانك الانحياز لنظام بشار الدموي، كما لا يمكن لك غض النظر عن كم الفساد والتسيب المنتشر هنا. لكن لا يمكن لك ايضا ان تقبل بالجيش الحر، كما لا يمكن لك ايضا ان تتصالح مع ما يسمى بكتلة الاغلبية.
لوضع الامور في مكانها الصحيح، فان امام كتلة الأغلبية، هنا النائب وليد الطبطبائي، حمل اموال وتبرعات اهل الخير لمنطقة ادلب، وهي المنطقة ذاتها التي تسيطر عليها الكتيبة التي ادت القسم اعلاه… كتيبة {المناضل الشهيد صدام حسين}… وحتى لا يفهمها احد غلط كتيبة الشهيد صدام حسين التابعة للجيش السوري الحر وليس لنظام الاسد.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق