لا يمكن لأحد أن ينكر أن هناك بعض نواب الأغلبية مجرَّبون في المواقف، ورغم أننا نختلف مع بعضهم فإنهم أثبتوا أصالة وجودة معدنهم فيما مضى، لكن هناك نواباً من الأغلبية الجدد لم نكتشفهم بعد، وهذا يعني عجزنا عن قول إنهم أصحاب مواقف لأن مجلس 2012 لم يستمر إلا أشهرا، وهذا غير كاف لاكتشاف الوجوه الحقيقية التي تختفي وراء الأقنعة! وما أكثرها!
مجلس 2012 “المبطل” أتى بعد احتقان شعبي وجماهيري إثر أداء مخيب لمجلس 2009 الذي كان غير مرضي عنه من قبل الشارع، ولم يكن على مستوى الطموح الشعبي الذي كان ينتظره الشعب، والآن وبعد أن اختلفت الموازين والآراء حول دستورية مجلس 2009 ننتظر مستقبلنا بخيره وشره!
***
لماذا لا يقدم معارضو 2009 استقالاتهم؟ سؤال يحير وأود أن أطرحة على معارضي الأمس أغلبية اليوم!
***
كل الغرابة أننا ما زلنا لا نعرف أين هي قبلة الأغلبية حيال الوضع القائم، كل الغرابة أننا نسمع كلاماً ونرى آخر.
يظهر نائب من الأغلبية ويقول كلاماً، ويظهر نائب آخر من نفس الأغلبية ويقول كلاماً آخر… انشقاقات رغم الاجتماعات التي تستمر حتى ساعات الليل المتأخرة، ومازال الشعب لا يعرف أين هو الاتجاه الحقيقي للأغلبية؟! أكثر من ثلاثين قبلة، فأين القبلة الأصلية يا أغلبية 2012؟ “اعذروني فقد أضعت البوصلة يا سادة وأريد أن أعرف أين تتجهون بالكويت!
***
هناك نواب من الأغلبية يريدون أن يسرقوا رأي الشارع بعد أن أعلنوا الحكومة المنتخبة، وللأسف هناك من كان يصفق لهذا النائب، وهم لا يعلمون ماذا تعني الحكومة المنتخبة في ظل ظروف غامضة تحيط بها علامات التعجب والاستفهام؟ فهل برأيهم الحكومة المنتخبة تخرجنا من الظلام الذي نحن فيه بسببهم… حكومة وبرلمانا؟!
***
وأيضا هناك نواب لا يعتبرون مع الأغلبية لكن وجودهم كان ضرورياً لتعرية بعض آراء نواب الأغلبية، وللأسف هناك من هاجم هذا النائب ولكن من هاجموه لا يدركون أن الاختلاف في الآراء نعمة، وهي أصل الديمقراطية التي خرجوا لها في وقت من الأوقات.
***
أقولها للمرة المليار لا أنكر دور أغلبية اليوم “معارضي الأمس” في وقت من الأوقات في التصدي للفساد والعبث بالمال العام الذي كان يهدر ويسرق بوضح النهار!
لكن أنا أحد شباب الكويت، وأنا من انتخب الأغلبية، وأنا من أستطيع أن أسقطها في الانتخابات إن هي شرعت في الخروج عن الطريق الصحيح!
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق