إخواني وأخواتي في قائمة «الوسط الديمقراطي» إن شكري لما تبذلونه من جهد في ظل انتخابات قبلية وطائفية لا يوفيكم حقكم، فأنا أعلم مقدار التعب المبذول لإيصال طرح عقلاني غير عاطفي، وطني غير عنصري، في وقت نرفض فيه العقل، ونشجع الصراخ والعويل.
على الرغم من الساعات السبع التي تفصلني عن الكويت، والـ14 ألف كيلو متر بيني هنا في مدينة “برزبن” الجميلة وحديقة كلية التربية في كيفان، فإن التوتر أخذ محله مني، وأصبحت أتنقل بين القنوات الخاصة التي تنقل أخبار الانتخابات الطلابية في الكويت عبر روابط البث المباشر في الإنترنت والحسابات الخاصة بالنتائج في “تويتر”، فالقضية هي قضية وطن وجيل سيتحدد اتجاهه وليست انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت كما هو ظاهر.
يا ضحكة في فم الزمن… أيها المعطون من غير ثمن، إخواني وأخواتي في قائمة “الوسط الديمقراطي” إن شكري لما تبذلونه من جهد في ظل انتخابات قبلية وطائفية لا يوفيكم حقكم، فأنا أعلم مقدار التعب المبذول لإيصال طرح عقلاني غير عاطفي، وطني غير عنصري، في وقت نرفض فيه العقل، ونشجع الصراخ والعويل، وفي وقت لا تجد كلمة المنطق طريقاً للآذان كما تصل كلمات الدجل والتخوين والكذب.
يقول غوستاف لوبون في كتابه “سيكولوجية الجماهير”: “العاطفة في صراعها الأبدي ضد العقل لم تكن مهزومة أبداً”، وانتخابات جامعة الكويت ليست استثناءً في مجملها، شعلتكم تحرق ما يفسده الآخرون، وتضيء دروباً لأجيال ستأتي من بعدكم، لا يستطيع ظلام الجهل كله أن يخفت نورها، حيث تتجلى الكلمة الخالدة لهذه المدرسة العظيمة “جيلاً فجيل… مستمرون لنهدي إن غاب عنكم جيل يولد ثاني”.
خرجت النتائج واستمر التيار الديني بأشكاله المختلفة بمركزه الأول والثاني، واستمر من يقبل بمخرجات “الفرعيات” بمركزيه الأول والثاني، وبقي “الوسط الديمقراطي” في مركزه الثالث، لكن هل حقا تهم الأرقام؟ وإن كانت تهم فلماذا أجيال هذه المدرسة من 38 عاماً وقفت لتدعم وتشكر هذه القائمة من خلال تغريداتهم عبر “تويتر”؟!
أنتم الأمل وفيكم الأمل، وأنتم النور الذي في نهاية النفق المظلم الذي نسير فيه، وأنتم الشعب الذي لم يركع حتى لو هزه الظلم سنين، وأنتم من نثق بكم لتحقيق عزيز الأماني يوما ما.
***
تحية خاصة لـ”الوسط الديمقراطي” بكلية الآداب الذي أثبت أنه ليس هناك شيء مستحيل، وأن من جدّ وجد، وأمانينا الصادقة لـ”الوسط الديمقراطي” بكلية العلوم الطبية المساعدة أن يستمر الصوت الوطني الديمقراطي بقيادة الجمعية للسنة الثانية على التوالي.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق