«إن السلطة تريدنا مثل آبائنا مقتنعين وراضخين للمشيخة لأنهم ـ الآباء ـ لا يعرفون حقوقهم، أما الآن فلابد أن تحترم عقولنا وتسعى لمساواتنا معهم بكل شيء» هذه العبارة كتبها أحد المعلقين في موقع الكتروني يعنى بالشأن الكويتي.
التعليق جدير بالتأمل، فصاحبه يجهل ما يدور في بلاده، حيث السلطات ثلاث لا سلطة واحدة، اللهم إلا ان كان يقصد بيت الحكم، خاصة أنه استخدم كلمة «مشيخة»، وبذلك يكشف جهلا أكثر فداحة، فالدستور الذي منح الشعب الكويتي حق المشاركة السياسية قد تم وضعه برغبة من الشيخ عبدالله السالم، أمير الكويت الأسبق.
يتوهم صاحب التعليق أن الآباء «رضخوا» للشيوخ، وهذا أمر خطير ولم يسمع به أحد من قبل، ذلك أن الآباء رضوا بالشيوخ وساندوهم وقاتلوا معهم واستشهدوا دفاعا عن الكويت تحت قيادتهم، فهل كان شهداء حرب الصريف عام 1901 راضخين للشيخ مبارك الصباح حين قاتلوا معه؟
يضيف المُعلق أن الآباء لم يعرفوا حقوقهم، وبذلك يثبت جهله بحقيقة الآباء الذين كانوا يعرفون «واجباتهم» مثلما يعرفون حقوقهم، ولذلك انشغلوا بالكفاح وتميزوا بالعمل حتى جاء الأبناء ليرفلوا في دولة الرفاه التي توزع الرواتب على الموظفين وتعمل على تخصيص المساكن والمدارس للمواطنين.
لم يكتف صاحب التعليق بترويج مظلوميته الافتراضية، بل طفق يطالب بمشاركة السلطة أو المشيخة «بكل شيء»! نعم، هكذا كتب «كل شيء».
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق