خالد الجنفاوي: المواطنة الحقة: لو خليـت خربت

“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105)
أعتقد أن الكويت تستحق من مواطنيها المخلصين ممارسة مواطنة حقة وعصرية وهادفة. وفق أحد المصادر “المواطنة الصالحة” أو ما نطلق عليه محلياً في الكويت “المواطنة الحقة” تشير إلى “التعاون مع أفراد الجماعة التي ينتسب إليها المرء, لتحقيق النشاطات التي تقوم بها الجماعة, وقيام المرء بواجباته ومسؤولياته تجاه جماعته أو مجتمعه والإسهام بالنشاطات المدنية في بيته بطريقة إيجابية بناءة. القيام بالواجبات والمسؤوليات الوطنية والمدنية بدافع من التراث وبقناعة وليس بدافع الخوف أو التظاهر بالشيء” (نجار 539). يصعب إذاً قبول بعض وجهات النظر “التشاؤمية” حول إشكالية تطبيق وممارسة المواطنة الحقة في حياتنا اليومية الكويتية. وتبرير هذا السلوك الإنهزامي بأن الآخرين ربما لا يهتمون بالوفاء بمثل ما يقوم به المواطن الحق في حفاظه على أمن وطنه واستقراره وقيامه بالإيفاء بمتطلبات المواطنة الكويتية الحقة! فلو خليت خربت, أي ان ثمة عشرات, بل مئات الآلاف من المواطنين الكويتيين الصالحين والذين لم يتوقفوا قط عن الوفاء بمسؤولياتهم وواجباتهم الأخلاقية تجاه وطنهم ومجتمعهم الكويتي, بل أؤمن شخصياً أن صوت العقلانية والاعتدال والتسامح الكويتي المعروف لا يزال حياً ونشيطاً ويتجلى في ممارسة مواطنة حقة هادئة وبعيدة عن الأضواء. فالمواطن الحق هو المواطن الكويتي الذي يعمل بالسر والعلانية على الإيفاء بكل المتطلبات الأخلاقية في عيش حياة يومية كويتية هادفة وبناءة ونظامية.
المواطن الكويتي الحق لا تضعف عزيمته وحسه الوطني الخطابات الانهزامية والتي ربما تدعوه بشكل مباشر أو غير مباشر إلى التوقف عن الوفاء بالواجبات والمسؤوليات الوطنية ستناداً إلى حجج واهية, بل من المفروض أن يعتبر المواطن الحق أن دوره الريادي في بناء وطنه ومجتمعه يتجلى بخاصة ويسطع في ظلمة جو الإحباط المصطنع.
في خضم رواج القيل والقال والهذر والجدل والمماحكات العقيمة والمبالغات السلبية يبرز الدور الايجابي للمواطن الكويتي الصالح, فعلاقة المواطن الحق بوطنه علاقة متينة وأصيلة لا يؤثر فيها ترف الجدل العقيم والاستعراضات الاعلامية: فعلاقة المواطن الحق بوطنه هي علاقة وفاء وإخلاص شديدة الخصوصية وممارسة لما يستحق من نبل أخلاقي تجاه وطن متميز مثل الكويت لم تبخل على جميع مواطنيها بالرعاية والعطاء. اللهم قو عزائمنا الوطنية وامنحنا القدرة على الوفاء بمسؤوليات المواطنة الكويتية الحقة من أجل وطن لا مثيل له.

* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.