سليمان البسام: نعوذ بالله منك يا «بورات»!

شهدت الكويت الأسبوع الماضي فضيحة أثارت بغرابتها ثلاثة ملايين مشاهدة على موقع اليوتيوب، ناهيك عن تصدرها الصفحات الرئيسية للصحف والمواقع الالكترونية، فأثناء مراسم تتويج المتسابقة الكازاخية ماريا ديمترينكو الحائزة ذهبية بطولة سمو أمير البلاد الدولية الكبرى للرماية، فوجئ وفد جمهورية كازاخستان ببث أغنية هزلية تحتوي على كلمات اباحية مشينة بدلاً عن النشيد الوطني الرسمي لبلادهم، وكاد الحادث يفجر أزمة لولا تدارك اللجنة المنظمة للموقف واعادتها تكريم الفائزة على ايقاع النشيد الوطني الحقيقي، وتقديمها اعتذاراً رسمياً بشأن ما جرى.
والجدير بالذكر أن الاغنية مأخوذة من فيلم «بورات» للكوميدي البريطاني ساشا براون كوهين، الذي يجسد شخصية الصحفي الكازاخي «بورات»، والذي يجول في أرجاء الولايات المتحدة في طريقه الى كاليفورنيا للزواج من نجمة الاغراء العالمية باميلا أندرسون.
ومن سخرية الأقدار أن الفيلم مُنع من العرض في الكويت وبلدان عدة أخرى لاحتوائه على عبارات مهينة للكازاخيين والاسلام، ويرى البعض أنه لو كان مسموحاً بعرض هذا الفيلم في الكويت لما وقع منظمو البطولة في هذا الموقف المحرج، اذ كان بامكان أحدهم أن يتعرف الى النشيد التهكمي قبل اعتماده، والذي يقول بعضه:
كازاخستان أعظم دولة في العالم
وكل الدول الاخرى تديرها فتيات صغار
(….) كازاخستان هن الانظف في المنطقة.. ما عدا بالطبع (….) تركمانستان
تعال وامسك (…..) العملاق لقائدنا من تقاطع (…..) الى طرف وجهه !!
يضعنا هذا الانجاز الاعلامي الكويتي السلبي واللا ارادي من جديد أمام السؤال المركزي: ماذا تصدر الكويت سوى أخبار حل مجلس الأمة واقالة الحكومة والفضائح والاقتراحات النيابية بالتضييق على الكنائس، واجتهادات احدى الناشطات باقتراح تنظيم سوق الجواري والغواني «الرجال»؟!
لقد شاءت سخرية الأقدار أن يكون هذا الخطأ أهم حدث اعلامي يضع الكويت في صدارة الاعلام الدولي منذ سنوات، وهو ما يعيدنا الى أهمية دور قطاع الاعلام الخارجي الذي تم اعتبار زوال الخطر البعثي العراقي مبرراً لوأده، كما يضعنا أمام قضية المواهب والقدرات الكويتية التي تُطمس وتُهمل فيما يشبه العملية المنهجية المنظمة، والتي كان من الممكن ان ترفع اسم البلاد بشكل مشرف في الاعلام العالمي والمحافل الدولية، فعندما تغيب الاستراتيجيات والانجازات فان الدول تشتهر بأخطائها وسلبياتها وفضائحها، وهنا الطامة الكبرى.
وآخر دعوانا انا نسأل الله أن لا نتحول الى فريسة جديدة للسخرية، اللهم انا نعوذ بك من كوهين وأفلامه!
***
* تحتوي لوحة «اللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات» بمطار الكويت على أخطاء في الترجمة الانكليزية، ومع كل التقدير للهدف منها فان من غير المناسب أن يكون تهديد مهربي المخدرات بالموت الزؤام أول ما يراه القادم، وكأنه سيف يشهر في وجه الزوار، ومن المستغرب أيضاً وضعها بعد مرور المسافر على كل نقاط التفتيش.. نرجو من الاخوة في اللجنة اعادة النظر بمضمون اللوحة ومكانها.

سليمان البسام
كاتب ومسرحي كويتي
admin@sabab.org
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.