هي ليست الاغنية الشهيرة، وهي ليست العطر المعروف، ولكنها الحركة المباركة التي صحت عليها وصحصحت (وزارة الداخلية) وقررت القيام بها ونحن هنا كمواطنين لابد وان ندين لها بالشكر الجزيل والعرفان رغم العتب لكونها قد تأخرت قليلا لكننا مؤمنون بالقول الحكيم (أن تأتي متأخراً خير لك من ألا تأتي).
هي حركة التطهير التي بدأتها الوزارة في منطقة صغيرة من الكويت هي (بنيد القار) وحصدت بها الجائزة الاولى باصطياد الف ومائة وستة وثلاثين شخصا مخالفين لاصول الاقامة، أي موجودين بيننا بصورة غير رسمية اما نتيجة احكام قضائية (سرقات أو مخدرات) واما مخالفة لقوانين الاقامة والعمل منهم من يعمل لدى من لا يكفله ومنهم الهارب من موقع لآخر – دون تسجيل رسمي – وأتعسهم – كما اظن – ذاك الضعيف الفقير الذي يدفع للقوي الغني مقابل ذمة الاخير بعضا من عرقه – ماديا – كل شهر أو كل سنة.
شكرا يا وزارة الداخلية… اتمنى ألا نثقل عليكم بالطلب بديمومة المتابعة واستمرارية مثل هذا النشاط دون ملل أو كلل، فالوطن يحتاج للكثير من التنقية والتصفية لأنه قد اصبح يئن ويختنق بالشوائب التي تحيط به من كل جانب.
فعلا هي حركة مباركة ومستحقة لتنظيف شوارعنا ومساكننا ومناطقنا، فالكويت قد اثقلتها التجاوزات اللاقانونية والقفز على قواعدها ورواسيها باسم السلطة بثوب التسلط وهذه قد تصغر تحت مظلة موظف ذي نفوذ أو تكبر تحت مظلة عائلة أو قبيلة مثقلة بوزنها المادي أو – ربما – تتضخم تحت مظلة الاسرة الحاكمة باسم العطف والتعاطف فتجني الكويت في المحصلة النهائية لذاك النشاط عمالة هامشية متكدسة سائبة من مختلف الجنسيات يتكون اغلبها – بكل اسف – ممن يبيعون عرقهم على مَنْ يبيعهم ذمته فيدفع الفقير الضعيف للغني القوي مقابل ذلك من حصيلة يومه أو شهره أو سنته.. ولكنه مع ذلك يشعر – نفسيا – بتفوقه عليه مما يدفعه احيانا الى الانتقام اما بالانخراط وسط (جماعة السوء) أو المساهمة برفع اسعار العمالة لسد حاجة كل محتاج لخدمة عاجلة وما اكثرهم.. ولكن مما يؤسف له بل ويزيد الطين بلة ان بعض مكاتب الخدم قد اصبحت تساهم في تلك السمسرة من اجل ارضاء الطرفين على هذا النسق (شطر من الفطيرة المادية لصاحب البطاقة المدنية (الكفيل) وشطر للمكتب.. والمواطن ذو الحاجة مضطر للدفع مما اوقف الى حد ما استيراد العمالة أو ضيق عليها حتى اصبح الاستيراد من الشوارع ومداخل المساجد ولكن بسعر اعلى لأن على المسكين مستحقات مادية لمن كفله واطلقه في الشوارع يسترزق.
سمعت – شخصيا – من اثنين احدهما يعمل لدى جمعية تعاونية وآخر في المطار بأن الفرد منهما يعمل مع صحبة بلا مقابل مادي يعلم بذلك طرفا الخدمة أي الكفيل وصاحب العمل ويعتمد هو على كرم من يخدمهم أي الاكرامية والتي يقتطع منها يوميا آخر النهار نصيب الكفيل الذي يوفر لهم سكنا قد يصلح للبهائم أو لا يصلح وبلا لقمة عيش…
بصراحة.. اجدها صعبة على التصديق واتمنى على وزارة الداخلية التحقق – في غيبوبة وزارة الشؤون – من ذلك حتى يطمئن امثالي على وطنهم…
لمن أشكو همي؟؟؟ وحزني؟؟؟ على وطني!!!
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق