توجيهات لا تنفذ، رؤى واستراتيجيات ودراسات تعد وتنسى، فتعد اخرى مطورة وثالثة اكثر تطورا وهكذا.. استقدام مستشارين لا يستشارون وان استشيروا يستخف باستشاراتهم، قرارات للمجلس المنتخب والادارة التنفيذية لا تكاد ترى النور لعدم رصانة مسوغاتها او مقاومة تنفيذها او الاخفاق فيه، غياب التنسيق بين ديناصورات قابعة في الداخل وغياب اكبر للتنسيق الواجب مع ديناصورات ذات صلة على امتداد الجهاز الحكومي. يحدث كل ذلك واكثر من ذلك، بينما لا يسأل احد عن كم الاموال التي اهدرت عبر التاريخ المديد لهذه الممارسات.
النتيجة، عجوز متصابية تسمى «عاصمة»، تطالعنا فيها ابنية تضاهي اجمل وافضل ما في عقول المصممين، تضم بين جنباتها اسواقا ومحلات ومقاهي ومطاعم تضاهي افخر ما في دول العالم، وتحمل اسماء واداء الكثير منها. بينما تتقاذفها، من دون رحمة، امواج بحور من ابنية متهالكة بلغت من الكبر عتيا، واسواق شهدت ميلادا وحياة ثم اختفاء اسوار المدينة، وشوارع تكاد تتقيأ المركبات غدوا ورواحا لتتركها مع غياب الشمس في عناق طويل مع اشباح لياليها المرهقة.
انها العاصمة ذاتها المرصعة بقصر السيف واهم المؤسسات المالية والتجارية والحكومية، وكأنها تطلق بذلك مبررات الاستغاثة ودواعي الانقاذ.
ما ان سلطت صحيفة القبس اضواءها الفاضحة على وضع العاصمة حتى تبعتها فجيعة اسئلة اعضاء المجلس المنتخب وتصريحات قادة الادارة التنفيذية ورؤساء لجانها وكأنهم كانوا بحاجة لمن يذكرهم بمسؤولياتهم تجاه مأساة ثمانية كيلومترات يقبع مبناهم بداخلها قديمه وحديثه وعلى الاغلب لن تغادر هذه الاسئلة وتلك التصريحات حروفها.
عبدالحميد علي عبدالمنعم
aa2monem@gmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق