حسن عباس: درس من حكم الدستورية

ماذا يمكن ان نستنتجه من حكم المحكمة الدستورية والأجواء السعيدة التي شعرت بها الغالبية؟ عدة أمور:
نفهم ان المعارضة في ليلة وقوفها وتجمعها في ساحة الإرادة لم تكن تحاول إلا للضغط على المحكمة. فإطلاقهم المستمر للتهديدات والتلويح بادخال الدولة في نفق مظلم إن جاء قرار المحكمة «مواطئا» للحكومة بتعديل الدوائر، تهديداتهم هذه لم تكن موجهة الى الحكومة بل للمحكمة وتحذيرها بأن استقرار البلد أصبح في أيدي قضاتها، أو رسالة لنا جميعا بالمستوى السياسي الذي تتبناه المعارضة!
من هنا يمكن ان ننتقل ونستنتج الى ان الاستنكار والتهديد جائز ليوجه الى السلطة القضائية بحسب المعارضة! بمعنى ان الدولة الدستورية هي لعق على ألسنة القوم يتلاعبون فيه كيفما دارت مصالحهم.
للتوضيح تصور لو أن المحكمة حكمت بعكس ما تريده المعارضة وجاء قرارها بعدم عدالة الدوائر وضرورة تعديلها، فماذا سيكون رد الغالبية؟ فهل سيحزنون وسيقولون ان القضاء نزيه وشريف كحالهم الآن ولكن الحكم دستوري وواجب الاحترام والتنفيذ وسنلتزم به، ام سينزلون للشوارع وسيضربون كلام المحكمة بعرض الجدار؟! أليست ازدواجية ان يكون قرار المحكمة شريف وانتصارا للدستور اذا ما جاء وفقا لما تراه المعارضة، لكنه يصبح مسيسا والبلد دخل في نفق مظلم في حال لو كان القرار عكس ذلك!
لا شك أن القرار أفرح الجميع وأثبت لنا القضاء الكويتي من جديد بأنه مستقل وغير مسيس (مع انها محكمة دستورية ولها طابع سياسي). لكن على الغالبية التي فرحت لهذا القرار ان تفهم بأن اللجوء للمحكمة لن يعود بعبعا لدى الحكومة، وما أظنه سيحدث أن الحكومة سيكون لها تأويلات وتفسيرات للحكم لن تفرح المعارضة كما رأينا في خبر «الراي» (الخميس).

hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.