عام 2006 اصدر مجلس الخدمة المدنية قراره 2006/41 الخاص بنظم الدوام في المؤسسات الحكومية، تضمن هذا القرار الزام كل هذة الجهات بتطبيق نظام البصمة لضبط حضور وانصراف الموظفين اعتبارا من 1يناير 2007 وامهلها سنة ميلادية لتطبيق النظام، وهذا يعني انه في يناير 2008 وجب على كل الجهات الحكومية تفعيل البصمة بشكل كامل.
طبعا القرارات الحكومية شيء والتطبيق شيء آخر، فالأصل في القرارات الحكومية انها للزينة ولترزز المسؤولين عنها في وسائل الإعلام حتى يضمنوا بقاءهم في مناصبهم الا من رحم الله، واما سالفة تطبيق القرارات فهذا شيء نسمع عنه ولا نراه.
وزارة الكهرباء من الوزارات السعيدة في الكويت، فهي وزارة مغضوب عليها من المواطنين وعاجزة عن اداء واجباتها بشكل مقبول، وتهدر ملايين الدنانير سنويا بسبب تقصيرها في تحصيل مستحقاتها، ومع هذا فهي وزارة محصنة من المساءلة والحساب، ولا يجد بعض قيادييها أي حرج في الظهور لوسائل الإعلام والحديث عن إنجازاتهم الوهمية وعن خطة التنمية وعن مشاريعهم الكبرى، والناس يعلمون ان كل هذا كلام للاستهلاك المحلي.
وزارة الكهرباء الى الآن تجري استعداداتها لتطبيق نظام البصمة على الموظفين منذ سنة صدور قرار ديوان الخدمة المدنية عام 2006 وهي تستعد، ومضت سنة 2007 وهي تستعد، وانتهت سنة 2008 وهي تستعد، وها نحن في نهاية سنة 2012 ووزارة الكهرباء تستعد لتطبيق القرار سنة 2013، ألم اقل لكم انها وزارة سعيدة؟
ليست هذه المصيبة فحسب، فقد اكتشفت الوزارة ان اكثر من 750 موظفا من العاملين فيها تقاعسوا عن الاستعداد لتطبيق هذا النظام ورفضوا تقديم بصماتهم الذهبية للوزارة، ومن يلومهم يا ترى! فالوزارة قضت سنوات وهي تشحن طاقتها لتطبيق النظام فهل ستطبقه فعلا هذه السنة؟
طبعا، من يراجع وزارة الكهرباء يشق من المواعيد ومن تواجد المسؤولين ومن الحصول على الموافقات المطلوبة منهم، فضلا عما سبق ان اشيع عن التلاعب ببعض انظمة التحصيل وتزوير الفواتير، وما كتب قبل سنوات من اكتشاف عشرات الآلاف من العدادات غير المسجلة، وتراكم المستحقات المليونية سنة بعد سنة، ورغم كل هذه الفوضى ابشركم انها ستطبق نظام البصمة «وذلك استجابة لتوجيهات مجلس الوزراء وديوان الخدمة المدنية الرامية الى ضبط عملية الحضور والانصراف والقضاء على ظاهرة هروب الموظفين من الدوام» اييه يالكهرباء عايشين بربيع.. قال من أمرك؟ قال من نهاني؟ والله الموفق.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق