تم تعيين السيد رئيس الجهاز المركزي لمعالجة «البدون» في شهر أغسطس من عام 2010، وكان أول تصريح له بعد تعيينه أنه سوف يحل مشكلة البدون خلال خمس سنوات، وأنه لن يكون هناك شيء اسمه بدون بعد هذه السنوات الخمس. وبرغم أن الكثيرين أصيبوا بالدهشة لحاجة السيد الفضالة لخمس سنوات لحل مشكلة معروفة جميع تفاصيلها، وأشبعت بحثاً ونقاشاً وتمحيصا لأكثر من عشرين سنة، ولكن انتظرنا لعل الفضالة عنده مصباح علاء الدين السحري ليحل هذه المشكلة العويصة، هذا مع أن غالبية المتابعين لقضية البدون لم يكونوا متفائلين على الإطلاق من تعيين الفضالة على رأس هذا الجهاز لعلمهم بموقف الفضالة المعلن المعادي للبدون.
ها قد مضت أكثر من سنتين على تعيين الفضالة ولا توجد أي بوادر على قرب حل مشكلة البدون، سوى الإنجاز العظيم الذي تفتقت عنه عقلية الفضالة الجبارة بتوزيع بطاقات ملونة على البدون، وأغلب الظن أن الفضالة سيأتي في نهاية السنوات الخمس ليطلب من البدون «تعديل وضعهم» على طريقة «ليش مو لابس طاقية». قد يقول قائل إن الرجل قد أنجز ثلاث دفعات من التجنيس، وهذا إنجاز يحسب له. رداً على ذلك نقول إن مجموع عدد المستحقين للتجنيس في هذه الدفعات لا يزيد على 600 شخص، وبهذه الحسبة يحتاج السيد الفضالة أكثر من 90 سنة لتجنيس الـ 34 ألفا الذي قال إنهم يستحقون التجنيس، فضلاً عن أنه حتى «دفعات التجنيس» هذه لم يتم تجنيس أصحابها، هذا كله إذا أهملنا مصير السبعين ألفا الذين استبعدهم الفضالة من حسبة التجنيس.
الأدهى والأمر أن الفضالة الذي يدعي أن الجهاز يحرص على توفير الخدمات الإنسانية للبدون، هو من يقف عثرة في طريق دراسة مئات الأطفال في المدارس، وعثرة في طريق التحاق عشرات المتفوقين من الطلاب والطالبات في جامعة الكويت الذين تم قبولهم بمبادرة من سمو الأمير شخصياً، وكل ذلك من خلال إصراره على تجديد البطاقات الأمنية لأولياء أمور هؤلاء التلاميذ، في حين هو من يمتنع عن تجديد بطاقاتهم بحجة القيود الأمنية الهلامية التي مضى عليها عشرون سنة. ألا يخشى صالح الفضالة من «حوبة» هؤلاء الأطفال؟ ألا يخشى من دعاء أولياء أمور هؤلاء؟ وقبل ذلك ألم يسمع بالآية الكريمة «واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله»؟ كفاك ظلماً يا صالح الفضالة لهذه الفئة المستضعفة.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق