عدت من إجازة طويلة قضيتها فى الراحة ولا شيء غير الراحة، وعدت وكلي طاقة، وفتحت الكمبيوتر لأكتب بعد الانقطاع الطويل الذي اعتذر لكم كلكم عنه، وأحسست ان في داخلي الكثير.
وشاءت الصدف ان اقوم بجولة على مستشفيات الكويت لزيارة بعض من اضطرتهم الظروف الصحية الى ملازمتها خلال فترة غيابي وما زالوا فيها.. وهالني حجم الخلل الذي طال مستشفى مبارك الذي شعرت وانا مقبلة عليه بانني اتوجه الى مستشفى في البصرة، بسبب حالة البناء الخارجي المهلهلة، وشكل الارضيات، وكمية البشر التي تجول فيه صباحا، من مرضى واطباء ومراجعين وزوار، دون صيانة دورية، وصور الامير وولي العهد التي رفعت على مدخل الطوارىء الخارجي فبهتت الوانها وكأن اهل الكهف وضعوها ونسوها وناموا.
انتشار صور الامير وولي العهد فى كل مكان دون مبرر وفي اماكن لا يستدعي وضعها فيه، يشعرنا وكأننا في دول دكتاتورية تفرض على كل مسؤول قسرا وخوفا ان يضعها في كل مكان، ولكنني اجبت نفسي فورا اننا في بلد ديموقراطي، الكل فيه يحب الامير وولي العهد. ومن ثم فتفسير الدولة الدكتاتورية غير وارد، فلا يوجد من نخاف بطشه اذا لم نعلق صورته فوقنا او أمامنا.
اعرف ان هناك اماكن يستوجب وضع صور الامير وولي العهد فيها، ولكن هذا لا يعني ابدا ان تلصق الصور في اماكن اقل من ان تكون مكانا يليق بتلك الصور ذات المكانة العالية في نفوسنا.
حب الامير وولي العهد واحترامهما لا يكونان ابدا بعرض صورهما في كل مكان، ان حب واحترام سموهما يكونان في المحافظة على المكان العام واحترام القانون وتطبيقه، وصون ذاتهما بالكلمة الطيبة لا في لصق الصور عند المداخل والمصاعد وفي الممرات، بل يجب ان يمنع ويحاسب من يسمح بنشر هذه الصور العزيزة على قلوبنا وفي قلوبنا، فتمزق ويكتب عليها كل من طالت يداه.
كما ان ملصقات اخرى تنتشر على جدران المستشفيات وغرفها، حيث يجد كل شخص ان من حقه ان يلصق ما يشاء ليوجه رسالة ما الى كل من يمر او يجلس بالمكان، وهذا ايضا يحتاج الى انتباه كل المسؤولين عن الاماكن العامة والوزارات والمستشفيات التي يجب الا يوضع او يلصق شيء على جدرانها الا باذن مسبق بعد الاطلاع على المضمون، والا فازالتها فورا امر مطلوب.
اعرف ان هناك مشاكل اكبر بكثير مما كتبته، ولكن لا يمنع ان نكتب عن مثل هذه الامور ايضا مهما كانت اهميتها.
آسفة جدا اني بدأت نشاطي بعد الاجازة بمقال شكوى، ولكن كان احب ما على قلبي ان اكتب عن شيء جميل، لأني اعرف ان بلدي حبيبي فيه ايجابيات رائعة في شبابه وديموقراطيته وتسامح وطيبة اهله. ولكن هناك مثلا تعلمناه منذ نعومة اظفارنا يقول «الصديق من صدقك (بفتح الصاد والدال والقاف) لا من صدقك»، وانا اقول من يحب هذا الوطن عليه ألا يمل ولا يكل من التنبيه عن كل خلل شرط ان يكون ذلك بكل ادب واحترام.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق