“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( المائدة 2).
أؤمن شخصياً بحق الفرد في التعبير عن رأيه, ولكن من المفروض أن يتم ذلك بشكل قانوني ووفق ما يسمح به النظام العام. ولكن لا أعتقد أن محاولة استفزاز رجال الأمن أو التعدي عليهم لفظياً أو جسدياً -بينما يقومون بواجبهم- وإتلاف البعض للمرافق والممتلكات العامة يعتبر حرية رأي وتعبير. فمن يبدو عن قصد إستفزاز رجل الأمن أثناء قيامه بواجبه في حفظ الأمن والنظام العام يأتي تصرفاً سلبياً للغاية ونهجاً شخصانياً فجاً لا يعكس حرية رأي وتعبير مسؤولة. ومن هذا المنطلق, من يحاول عن عمد الإحتكاك برجال الأمن ليعيقهم عن القيام بواجبهم الوظيفي في الحفاظ على أمن المجتمع وحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم العامة والخاصة يخالف القانون ويمارس تصرفات سلبية لا يقبلها أي مواطن كويتي حق يغير على وطنه وعلى مجتمعه.
بل من المفروض أن يعبر المواطن الكويتي الحق وبشكل مستمر عن رفضه واستهجانه لكل تصرف شخصاني طائش وكل سلوك فوضوي يهدد الأمن المجتمعي. فمن يحرص على صيانة الأمن المجتمعي هم “رجال الأمن” في وزارة الداخلية والذين يحملون على أكتافهم مسؤوليات كبيرة من المفروض أن تجعلهم دائماً بمنأى عن النقد اللاذع واللامنصف. فلن يقبل أي مواطن كويتي يملك حساً وطنياً فاعلاً أن يتجرأ أحدهم ويهدد سلامة رجال الأمن الكويتيين بينما هم يحاولون وبشكل قانوني حماية أمن الوطن والمواطن.
وأكرر في هذا السياق ما ذكرته في مقال سابق تم نشره في هذة الصفحة بعنوان ” أمن البلاد خط أحمر” : “تتوقع وزارة الداخلية من المواطنين الكويتيين المخلصين أن يكونوا سنداً لها في مكافحة كل من يريد العبث بأمن البلاد. فمصالحنا المشتركة ككويتيين وثوابتنا الوطنية بل ومنطلقاتنا الإنسانية النبيلة تدعوناً أن نقف دائماً بجانب الوطن مهما كانت الظروف ومهما كانت المواقف. فالقضية الأمنية الوطنية (أمن البلاد) حاسمة وواضحة ولا تقبل التأويلات الشخصانية والمترفة: أمن بلادنا هو أمننا نحن ككويتيين ولذلك فمن يحاول العبث بأمن الوطن هو بشكل مباشر يحاول العبث بأمن المواطنين. فلعل وعسى أن يبدأ ينهض المواطن الكويتي الحق ويعلن للجميع رفضه التام لأي عبث أو طيش يضعف أمننا الوطني أو يؤدي إلى الإخلال به وبأي شكل من الأشكال.”
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق