لا تكاد تخلو وزارة أو هيئة رسمية من جهاز يطلق على نفسه مسمى (الاعلام والعلاقات العامة) وفق هذه التسمية أو غيرها ولكن الغرض والدلالة واحدة.
ان الحاجة هنا متبادلة ما بين الحكومة والاعلام الرسمي منه والاهلي ولو ان الاول يأتي بالدرجة الاولى لأنه امتداد لذات الحكومة، لكن الاعلام الرسمي منه والاهلي يتبادل مع الحكومة الحاجة والمصلحة من البذرة الاولى مرورا بالمسار وصولا الى الترويح واهميته الذي قد يكون ختامه بتغيير رأي أو قرار أو استحداث موقف اكثر ايجابية.
هنا، وفي هذا الوطن العزيز أدّعي ان الحكومة لا تعرف كيف تستفيد من الاعلام – الرسمي طبعا – والوزير منهم وطاقم صانعي القرار في الوزارة يظنون بأن الاشارة الى قراراتهم بالاخبار المحلية وتوصيلها الى الصحافة.. حتى تحتل الصفحات الاولى – مانشيت – هو بيت القصيد. وعلى الرغم من امكانيات وجود سلبيات لهذا السلوك قد تكون اكثر من الايجابيات احيانا.
وخير مثال على ذلك ما حدث لكثير من القرارات التي اعلنت متبوعة بتغيير أو تعديل أو إلغاء بعد حين حتى ننسى ولكن التاريخ لا ينسى.
وخير مثال على ذلك ما ابدعته وزارة التربية بتحريم وجود الطالب في مدرسة يكون والده فيها (معلما) ومن الطبيعي ان يلحق بذلك التأنيث فلا (معلّمة) بعد اليوم تعمل في مدرسة تكون ابنتها طالبة فيها.
من المحزن، انه وبعد قرن من الزمان على التعليم النظامي في الكويت يأتينا من يكتشف عجزه عن ادارة موقع خصص لصياغة المواطن اسمه (المدرسة) ويكتفي بالقصور لاهداء هذا الوطن بمخرجات لا ترفع الرأس علما وعملا ابداعيا الا قلة قليلة منهم تناضل للسباحة في البحر المتلاطم الامواج من المتوكلين على الله والدولة تحشرهم في مواقع اسمها مكاتب يتلقون (الاعاشة) تحت مسمى الرواتب والمكافآت والاعانات الاسرية. وفي زمن لا يرحم الا من يملك الطاقة العقلية والعلمية والتربوية.
هناك ولا شك اسباب ومبررات لمثل هذا القرار لكنه لا يفتح الباب امام حلّ مثل هذا – رغم التنازل عن نصفه – بل يدل دلالة واضحة على غياب الذمة العلمية وضعف الادارة امامها مما يدعو الى اولية اكثر اهمية وهي (تعليم وتأهيل) (المعلم) قبل التلميذ… فالعلم والتعليم والتعلم اخلاق بالدرجة الاولى لابد ان يتقن ذلك المعلم قبل التلميذ حتى نحظى بمخرجات ترفع الرأس!!!
هنا… اعود لما بدأت به، ماذا يا ترى كان يضير التربية لو استعانت بوزارة الاعلام في اطلاق مثل هذا الموضوع للنقاش على الراديو والتلفزيون؟؟
اعذروني…. رجاء ان شعرت – كمواطن – بأن وزراءنا الافاضل يغني كل واحد منهم على ليلاه، ولكل منهم سرب خاص يتبادل معه القيادة…. لا شأن له بزملائه الوزراء الآخرين.
اظن، لابد من حمد الله وشكره على وجودنا في وطن ووسط وضع يسير فيه الاعلام الاهلي متناغما مع الاعلام الحكومي وفي غياب كل ما يعانيه اخوتنا من العرب من رقابة مشددة أو من غياب أو ضيق مجال الاعلام الاهلي عندهم.
اتمناها ان تأتي توصية على لسان سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ان يستعين وزراؤه بالاعلام الرسمي والاهلي المقروء منه والمسموع والمرئي لبحث القضايا المزمع التعامل بها ولها صلة شعبية حتى يحصلوا على ما يمكن تسميته (بطانة) تضيف للموضوع (متانة) بدلا من الاستخفاف الشعبي بين الحين والآخر…
واظن ان وزيرنا الشاب للاعلام جدير وقادر على التقاط الكرة قبل وقوعها على الارض.
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق