“وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (الانفال 46).
أؤمن شخصياً أن “أمن البلد فوق كل مصلحة.” ولهذا أحرص بشكل خاص على تكريس ثقافة “الحس الوطني” النبيل والفاعل. بل وأحاول قدر ما استطيع حث المواطنين الكويتيين الآخرين على إعلاء شأن وطنهم في قلوبهم وفي أذهانهم. و في نفس السياق لا أعتقد أن أساليب النقد المبالغ فيها والمغايرة للواقع المحلي والتي يستجلبها قسراً البعض القليل ضد بعض الكتاب الوطنيين يمكن أن تبرر تغاضي المنتقدين اللا-موضوعيين عن الاعتراف بالحقيقة كاملة: أمن الكويت واستقرارها هو أمن واستقرار مواطنيها, فقط لا غير, ولذلك أعتقد أيضاً أن الإنسان المنصف هو أيضاً المواطن الكويتي الحق والذي لا يخاف في الله وفي وطنه لومة لائم, ولا يؤثر عليه سلباً النقد اللاذع نظير جهوده الوطنية المخلصة أو الاتهامات المفبركة ضده بالتمصلح الشخصاني, أمن بلدي الكويت هو أمني أنا كمواطن كويتي وهو أيضاً أمن كل أسرة كويتية ومقيمة مسالمة تعيش على هذة الأرض الطاهرة, زعل من زعل, وتمنطق من تمنطق, وتحذلق من تحذلق!
إضافة إلى ذلك, اعتقد أن المواطن الحق هو من يخلص للكويت ولثوابتها الوطنية ويضع مصالحها العليا فوق المصالح الشخصية الموقتة: فحين يأتي وقت للاختيار بين مصلحة الكويت والمصالح الانتخابية والأيديولوجية الضيقة, فالمواطن الحق هو من سيقف بجانب وطنه في كل الأحوال وفي كل الظروف وفي كل الأوقات. وكما يتوقع الآخرون من الإنسان العاقل والرزين أن يساهم بشكل إيجابي في تطوير وطنه ومجتمعه, فالوطن (الكويت) تتوقع أيضاً من كل مخلص لها الذود عنها والحرص على أمنها الداخلي والخارجي.
بل لا أكترث شخصياً ببعض النقد اللاموضوعي وبخاصة ذلك الذي يوجهه لي البعض حين أكتب عن ضرورة تكريس ثقافة المواطنة الكويتية الحقة. فلا أزال أؤمن أن مهام الإنسان المتعلم تتمثل في إعلاء شأن وطنه عبر تكريس ثقافة التسامح والتعاضد والوحدة الوطنية بين المواطنين الكويتيين. والحفاظ على هيبة القانون في مجتمعه. ومن هذا المنطلق, من يحرص على حماية أمن الكويت لن تقيده الاصطفافات الموقتة أو تثنيه الإحراجات المفبركة من أن يعلن للملأ أن “أمن الكويت فوق كل مصلحة.” فلعل وعسى.
*كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق