عبداللطيف الدعيج:ليس حباً بالرسول

حكومة دولة الكويت ما غيرها، الحكومة نفسها التي عجزت عن حماية قناة الوطن، وتركت قناة سكوب تحت رحمة مقتحميها، وهي الحكومة ذاتها التي وقفت موقف المتفرج من حرق مقر المرشح – وقتها – محمد جويهل، الحكومة نفسها شاطة عمرها اليوم، ومشمرة عن سواعدها الهزيلة لنصرة الذات الالهية والرسول الكريم محمد (ص) وصحبه!.
نواب الكوبة من اعضاء مجلس خالد سلطان «حارقين» دمهم ليس لتطوير البلد ولا من اجل الاسراع في اصدار القوانين الضرورية وتنفيذها لتنمية الكويت، بل من اجل الانتقام من لغو وكلام اطلقه مجهول على الانترنت. على الانترنت تعني في «السايبر سبيس»، ليس في الكويت العاصمة وليس في الكويت البلد. بل في مكان خارج سيطرة حكومة دولة الكويت ولا يخضع لرقابة ومسؤولية مجلس خالد سلطان. اذاً ما دخلكم..؟.
طبعا سيقولون فزعة للرسول ولأ مهات المؤمنين.. وهي فزعة معقولة، لكن يبقى السؤال: طالما انها على الانترنت وفي «السايبر سبيس» لماذا لم يفزع ثلاثمائة مليون مسلم باكستاني عندهم قنبلة نووية، او مائتا مليون اندونيسي، او مائة مليون مصري؟ لماذا نواب مجلس خالد سلطان بس..؟! في كل مرة يحدث فيها انتهاك لاحد محارم الاسلام لا نجد الرد الفوري والمتحامل الا من مسلمي الكويت فقط! كل العالم يعترض او يتحلطم شوي، لكن عندنا تقوم القيامة وتشكل اللجان وبالطبع تجبى التبرعات!.
كل هذا يبقى مقبولا، ويعذر الجماعة على تعاطفهم او تدينهم الزائد، لكن يبقى لماذا توسيع الاتهام ولماذا استخدام الحدث للنيل من طائفة باكملها او تحقير جماعة وتكفيرها عن بكرة ابيها؟.
في النهاية، حكومتنا التي انتصرت ضد «مغرد» واحد، لانه تعرض لشخصيات الهية وليست كويتية، لماذا تتعامى عن التحريض والتحقير اللذين تتعرض لهما طائفة، تتمتع بجنسيتها وواجب عليها حمايتها والحفاظ على استقرارها؟ بل حتى المغرد «المتهم» تمت اباحة قتله وتنادى المتحمسون لهدر دمه، ومع هذا لم يصدر تحذير او تنبيه حكومي يحمي هذا «المتهم» في حالة براءته او حتى ادانته وخضوعه لحكم القانون وليس لاحكام التعصب والازدراء الطائفي.
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.