وليد الغانم: «الداخلية».. ما تبون قائمقام بعد

«أعلنت وزارة الداخلية انها وضعت 32 صندوقا لتلقي الاقتراحات والشكاوى، حيث خُصِّصت 6 صناديق للعاصمة، و6 لحولي، و4 لمبارك الكبير، و5 في الأحمدي و6 في الفروانية و5 في الجهراء، وذلك على الإدارات ذات العلاقة بالجمهور، مثل إدارات المرور والهجرة ومراكز الخدمة وبعض مخافر الشرطة».. («الجريدة» 2012/10/6).

بصراحة، أكتب هذا الخبر وأنا مستح، ولا ادرى كيف تجرأت وزارة الداخلية وأقدمت على هذا الفعل، ثم تمادت في نشوتها فجاهرت بالاعلان عنه؟!.. انه باختصار قد يكون اساءة الى الوزارة واساءة – ايضا – الى صورة الحكومة في تعاملها مع احتياجات الناس!

تخيل انه في زمن «الايميل» وتويتر والفيسبوك تضع وزارة الداخلية صندوقا للتواصل مع البشر! تخيل انه في زمن «الايفون» و«الواي فاي» و«البلاك بيري» تضع الوزارة صندوقا للناس! تخيل انه في زمن الانترنت والستالايت والقنوات الفضائية الوزارة تحط صندوقا – ليس صندوق طماط ولا صندوق خضرة – وانما صندوق لتلقي الاقتراحات.. والله شي مخجل!

رؤساء دول في العالم ووزراء ونواب وتجار وشخصيات عامة لهم حسابات في تويتر يخاطبون الناس وجها لوجه، ووزارة الداخلية تقول: «حطينا 32 صندوقا! صندوق؟! وين عايشين؟ بأي زمن تديرون وزارتكم، بأي عقلية تخططون لحماية امن المجتمع؟!.. تبون الناس تحضر المخفر وتاخذ ورقة وقلم وتكتب شكوى ضد ضابط فاسد او معاملة معطلة وتحطها بصندوق مفتاحه عند الفراش البنغالي؟!».

الحكومة في خطوة جريئة جدا وموفقة أنشأت حسابها على تويتر Kuwaitna_gov@، شهر سبتمبر انطلق الحساب بقوة، وتفاعل معه آلاف المغردين سريعا، والتقى فيه وزيرا الصحة والتجارة مع المواطنين وجها لوجه في حوارات ساخنة وصادقة أنعشت النفوس بتوجه شبابي حي وصادق لخدمة الوطن. ومثل هذه الافكار والخطوات التي ينتظرها الناس من الجهات التنفيذية، اين وزارة الداخلية من هذا المجال الحيوي والفاعل لتلتقي فيه بالناس؟!

أين وزارة الداخلية من تويتر والفيسبوك لتفتح لقاء مباشرا مع المواطنين والمقيمين بكل شفافية وشجاعة، وتعلن عن أخبارها وبياناتها وخدماتها وقراراتها، وتستمع بحق للاقتراحات والشكاوى والنقد الصادق لمعاناة الناس من مرافقها بدلا من انشغالها بمراقبة ما يكتب الناس والتصيد عليهم؟!.. «مستانسين حاطين صناديق! وين عايشين؟! بزمن الاسكافي؟! ما تبون تعيّنون قائمقام ونتراسل معاكم بالحمام الزاجل مرة وحدة؟!.. ما خلصنا من نعمة الزحمة حطيتوا لنا صناديق الرحمة؟!». والله الموفق.

وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.