حسن كرم: الوزير فاضل صفر

أرجو من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح ان يثبت المهندس فاضل صفر في منصبه وزيرا للاشغال في الحكومة المقبلة، اقول ذلك لعدة اسباب، السبب الاول: ان الرجل مجتهد ويعمل بصمت وهناك مشاريع انجزت في عهده لا ينكرها الا حاقد أو اعمى والسبب الثاني ان هناك مشاريع يتم تنفيذها وهناك مشاريع قيد الانشاء وهناك مشاريع على المخطط وكلها مشاريع بنيوية وعمرانية تحتاج الى اشراف مباشر من الوزير، وفوق هذا وذاك انه مخلص لوظيفته ويتمتع بنظافة الكف والضمير، والاهم من كل ذلك عهدنا في الحكومات ان المشاريع عادة تتوقف على وجود الوزير، فإن ترك الوزير منصبه لسبب من الاسباب تبخرت تلك المشاريع وصارت نسيا منسيا أو اقلها يتعرقل التنفيذ..!!
والواقع ان أي وزير جديد يحل محل الوزير القديم يحتاج الى فترة طويلة حتى يلم بأمور وزاراته والمشاريع أو الاعمال المنوطة بتنفيذها، فلا نحتاج الى القول ان احد اسباب تأخر تنفيذ المشاريع على مستوى الدولة هو عدم الاستقرار السياسي وقصر عمر الحكومات وتغيير المناصب الوزارية.
ولكن، هذا لا يعني ان الوزير صفر قد خلا من العيوب وقطعا ليست العيوب الشخصية وانما ما اعنيه هو عيوب التنفيذ سواء ما تعلق بمدة التنفيذ أو جودة واتقان التنفيذ في هاتين المسألتين حالة مرضية مزمنة فشل كل وزراء الاشغال على حلها وقطع دابر التلاعب والغش وسوء التنفيذ، على الرغم من ان الحل بسيط اذا توافر الحزم والشدة والمراقبة اللصيقة والمتواصلة للمسؤولين التنفيذين الذين لا يخافون الله ولا يخافون عاقبة اكل السحت والرشى، ذلك ان علة العلل لسوء تنفيذ المشاريع والغش في استخدام المواد هو ان المكلفين بمراقبة تنفيذ المشاريع من موظفي وزارة الاشغال أو من اية وزارة أو جهة حكومية اخرى على شركات المقاولات للاسف ان بعض هؤلاء يتواطؤون أو يتساهلون أو يغضون الطرف عن غش وسوء التنفيذ من قبل المقاولين مقابل حصولهم على (الحلاوة) وعليك عزيزي القارئ ان تتخيل ماهية هذه الحلاوة التي تتوقف على حجم وقيمة المقاولة، لذا اتصور قبل فرض المخالفات على المقاولين ينبغي محاسبة ومعاقبة الموظفين المكلفين بأعمال المراقبة، ولا ينبغي ان يفلت المتواطئون من العقاب، لأن هؤلاء خونة وغشاشون وآكلو السحت فقد خانوا الله وخانوا الوطن وخانوا الامانات التي انيطت بهم واستولوا على المال العام دون وجه من حق أو وازع من ضمير، نقول ذلك لأننا نطوف على مشاريع قيد الانشاء فنرى بأم اعيننا سوء التنفيذ والغش أو البطء وغياب المراقبة، ولا اريد هنا ان آتي بذكر المشاريع الكبرى مثل المستشفيات والجامعات أو الطرق السريعة، فتلك واضحة ومكشوفة للعيان وحديث الصحافة والدواوين.
مشروع اعادة ترميم وتأهيل الاسواق القديمة ضمن ما يسمى مشروع تجميل مدينة الكويت، اذا مررت هناك تجد «البلاوي» حيث العمل متوقف على الرغم من عدم اكتمال التنفيذ، فلم يتم تبليط الارصفة سيما في محيط سوق واجف امتدادا الى شارع عبدالله السالم (الشارع الجديد) ومنه الى سوق الغربللي لذلك تراكمت هناك الاتربة والقاذورات فضلا عن كثرة الحواجز المانعة أو المعوقة لسير المشاة..!!
ان مشروع تجميل مدينة الكويت بشرنا به الوزير صفر منذ نحو اربع سنوات، ولكن حتى الآن وعلى ارض الواقع لا شيء تم تنفيذه..!!
نحن نعلم ان الوزير صفر لا يملك العصا السحرية لكن يظل القصور في التنفيذ احدى اهم مسؤولياته باعتباره الوزير المسؤول، لذلك يتعين عليه محاسبة موظفي وزارته على التقاعس والقصور، فلا رأفة ولا لين ولا تساهل أو تسامح مع المتقاعس والكسول، وحسبنا قولا ان الاوطان لا تبنى الا بالحزم والمثابرة.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.