سعدت جداً عندما أخبرني من حضر الملتقى الأخير لجمعية الشفافية بمستوى من مثل الحرس الوطني في تلك الفعالية.. وكانت الإشادة بهم عالية جداً من كل القائمين على هذه الفعالية.. من حيث المستوى والتنظيم والالتزام والأداء.. والذي أصارحكم القول إن ذلك كان مفاجأة للجميع حسب ما قيل لي.
أنا شخصياً قد أكون ممن يتفاجأ بمثل هذه الأمور، خصوصاً بالنسبة إلى الحرس الوطني، لأننا لا نعلم عنهم الشيء الكثير.. ومن ثم فأنا لا ألوم من تفاجأ بالمستوى العالي للحرس الوطني الذي نكن له كل الاحترام والتقدير، لأنه هو من أبلى بلاء مميزاً في الغزو العراقي إلى جانب كل القطاع العسكري في البلد.. وهذا الانطباع عادة ما ينعكس على كل مستوى الحرس الوطني من حيث الإدارة والتنظيم.
إلا أن أكثر ما أبهجني وأسعدني أن أسماء الشخصيات التي شاركت في المنتدى أو الملتقى والتي عادة ما تعلق على صدر العسكري كانت من دون اسم القبيلة، وبعد الاستفسار والاستيضاح.. نما إلى علمي أن قراراً صدر في الحرس الوطني قبل ثلاث سنوات منع وضع اسم القبيلة والاكتفاء باسم الشخص وعائلته.
هذا النوع من السياسات والتوجهات والقرارات قد تكون صعبة في مكان معين وبيئة معينة.. ولكنها جريئة وقوية وذات بعد زمني أبعد من رد الفعل الآني.. وهذا النوع من القرارات والسياسات هو الدواء طويل الأجل لداء صعب ومنهك.
تحية إجلال وإكبار لمن فكر واتخذ وأصدر هذا النوع من القرارات التي من شأنها علاج مجتمعنا من ظاهرة فرقت ولم تسد، أضعفت ولم تقوِ.. خلخلت ولم تربط.. فظهرت جبهات تنتمي كل منها لقبيلة أو طائفة أو مذهب.. ولا تنتمي إلى وطن.
أعمالنا أصبح التوظيف بها بناء على هذا النوع من الانتماءات.. علاجنا أولويته بناء على هذه الانتماءات.. بعثاتنا تتم بناء على هذه الانتماءات.. مجلس أمتنا يمثل كل تلك الانتماءات إلا الوطن.. بلد أصبح من يسيره هو الانتماءات.. إلا الوطن.. «نريد كويت مالت أول».. فقد اشتقنا لها.. والله اشتقنا لها.. حين كان الانتماء الأول والأخير في كل مكان كبيراً أو صغيراً… هو الوطن.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق