أرجو من الذين تابعوا الندوة التي أقيمت في ديوان سالم النملان يوم الأربعاء الماضي، التي تم فيها لأول مرة مخاطبة سمو الأمير بشكل مباشر بعبارات لا تخلو من التحذير والوعيد، أرجو التدقيق في أسماء المتحدثين في تلك الندوة، ولمن لم يدقق في أسماء المتحدثين نذكره بالأسماء وهم: سالم النملان، بدر الداهوم، خالد شخير، نايف المرداس، خالد الطاحوس وفلاح الصواغ ووليد الطبطبائي، ومن الواضح جداً أن جميع المتحدثين في تلك الندوة، التي تم فيها تجاوز الخطوط الحمراء كافة وعلى رأسها سمو الأمير المحصن دستورياً، هم- فيما عدا الطبطبائي- من أبناء القبائل. لا أعتقد أن صدور هذا الكلام في ديوان أحد أبناء القبائل وأن يتصدى المتحدثون وهم من أبناء القبائل لمثل هذا الخطاب من قبيل المصادفة، بل الأرجح أن يكون ذلك مقصوداً ومتعمداً.
دعونا نتكلم بمنتهى الصراحة، ونسأل هل يمكن لمثل ما قيل في ديوان النملان أن يقال في أحد دواوين نواب كتلة الأغلبية من الحضر. لا أعتقد ذلك، فالمزاج العام في الدوائر الحضرية حتى بين الأوساط المعارضة للحكومة ولمراسيم الضرورة وفي مقدمتها تعديل عدد الأصوات الانتخابية من أربعة لواحد لا يمكن أن يصل إلى حد استهداف الأمير مباشرة كما حدث في ديوان النملان، ويكفي مقارنة بسيطة لإثبات ذلك. فالنائب الحضري أحمد السعدون، وهو صاحب التاريخ الطويل جداً في معارضة الحكومة وهو القائد المفترض لكتلة الأغلبية، خاطب سمو الأمير في ساحة الإرادة قبل ندوة النملان بأيام بقوله «إذا حجت حجايجها أحنا حراس قصرك»، بينما يخاطب النائب خالد الطاحوس وهو من أبناء القبائل سمو الأمير بقوله «يا صاحب السمو بينك وبين الشعب شعرة فلا تقطعها»، ويصل بدر الداهوم إلى قمة خطاب التصعيد بقوله «لن نسمح أن يكون القرار بيد واحد فقط مهما كان، والتفرد بالقرار انتهى ولن نرجع إلى الوراء، وانتهى وقت العبودية والفداوية، وان قاطعنا الانتخابات فلن نجلس في بيوتنا بل سنتصدى لكم، بالدستور والقانون وإرادة الشعب والكل تحت القانون من أكبر راس إلى أصغر راس في البلد».
أتمنى على أبناء القبائل أن يكونوا حذرين جداً من الانسياق خلف التصعيد الزائد عن الحد، فثمة مؤشرات عديدة تدل على أن هناك من يخطط لاستدراج أبناء القبائل وجعلهم وقودا لصراع مفتوح مع السلطة لحساباته الخاصة، وإلا ما معنى أن يحرض خالد السلطان أبناء القبائل بالقول إن «مرسوم الضرورة بتعديل عدد الأصوات هو استهداف للقبائل الكبيرة في الدائرة الرابعة والخامسة»؟! قلت وأكرر إن أبناء القبائل «مارد خرج من قمقمه»، ولكن على هذا المارد أن يتعقل ويتفحص خطواته حتى لا يصاب في مقتل، فالعاقل من يحسب في عاقبة أمره، فهناك من يريد أن يقاتل حتى آخر رجل من أبناء القبائل، والعاقل من سمع فوعى.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق