«أكدت مصادر أجنبية لـ القبس أن الجهة الدولية المختصة بقضية التحكيم مع شركة داو رفضت الاستشكال المقدم من الكويت مع الزامها بدفع 2.16 مليار دولار، بالاضافة الى فوائد وأتعاب متراكمة ليصل المبلغ الى أكثر من 2.5 مليار دولار{(القبس 2012/10/14).
سنوات عجاف مرت بها الكويت، فتن في المجتمع وفساد سياسي وحرب استقطابات عنيفة وانحدار في المستوى العام للدولة هي الوصف المستحق لهذه المرحلة الفاشلة من تاريخ الكويت التي – وياللعجب – انتشرت فيها شعارات الاصلاح والشفافية وحماية المال العام والوحدة الوطنية، وهذه الاربعة هي اكثر القيم التي ذبحت بيد من تصدروا المشهد التنفيذي والسياسي والاعلامي.
من يصدق ان الكويت، هذه الدولة المتفوقة تاريخيا بين قريناتها والتي سبقت عصرها في البناء والاعمار والتطور الانساني، تمر بمثل هذا السوء في الادارة العامة على نحو غير مسبوق؟ ضعف وتردد في القرار، محاباة ومساومة في التنفيذ، تراجع وتقهقر امام الضغوطات، تفرقة وتمييز بين المواطنين، جهل واخطاء في تطبيق القانون.. اين وجه الدولة الحضاري، اين سمات المجتمع المحترم، اين هيبة القرار السيادي؟ كلها ضاعت في خضم الحروب الشخصية الطاحنة التي شغل بها اصحاب القرار في الحكومة والمجلس على حساب الانجاز والتعمير ورعاية الوطن وابنائه، وها نحن نجني، ومازلنا، تبعات خوار الحكومات وعجزها عن تولي شؤون البلد ومناطحة مجلس الامة لها في كل صغيرة وكبيرة وبالحق والباطل.
نطالب مجلس الوزراء بالتحقيق الواسع مع الجهات المسؤولة عن سقطة عقد الداو منذ بداية التفاوض الى حين الفشل في انهاء العقد بصورة اجرائية سليمة، وحتى الخسارة القانونية التي اوجبت دفع الغرامة وتحديد الجهة الفعلية المتسببة بهذه الكارثة المهينة لسمعة الكويت ومحاسبة المسؤولين والقياديين في اي جهة كانوا، فنية او قانونية او تنفيذية وتحميلهم جريرة هذا الضياع لمال البلد ومصلحته، واذ لم تفعلوا هذا فابشروا باننا سنرى الاشخاص المتسببين بالخسارة في ارفع المواقع واهمها ليكبدوا الكويت المزيد والمزيد من الفشل والضياع، ويكرروا سقطاتهم القاتلة في حق الكويت.. متى تنقذون الوطن؟ ..والله الموفق.
* * *
إضاءة تاريخية: سنة 1958 الحاج عبدالله محمد العوضي (1895ــ1963) رحمه الله من المحسنين، شيد عمارة سكنية في المدينة المنورة وجعلها وقفاً للحجاج الفقراء من المسلمين الذين لا يجدون سكنا اثناء تادية المناسك.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق