أثارت فرقة موسترا الجدل بين الجمهور عندما قدمت عرضها «إنما هو أنا» مساء امس الاول على خشبة مسرح الدسمة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان «أيام المسرح للشباب» التاسع وذلك حول مدى فهم مخرج المسرحية حسن الصيرفي لشعار المهرجان هذا العام والذي يحمل عنوان «النص المسرحي بين فكر المؤلف ورؤية المخرج» خاصة ان المخرج لم يتمكن من النص الفلسفي الذي ألفه مروان ياسين الدليمي، واخفق في تنظيم مجمل مكونات العرض المسرحي، وبدت نيته الطيبة في تجربته الاولى، وهذا لايصنع مسرحا جيدا.
ولو ذهبنا الى مسرحية «إنما هو أنا» – التي تناولت الصراعات النفسية التي يعيشها الإنسان مع نفسه وكيفية تفاعل أعضاء جسده مع هذه الحالة التي يمر بها – فقد غابت الرؤية الإخراجية عنها تماما وكانت الرسالة غير واضحة من النص، وضاع العمل في هناته الكثيرة سواء كان ذلك على الصعيد الأداء التمثيلي أو الإضاءة أو كسر الحائط الرابع (حالة الإيهام المسرحي)، بلا مبرر بنزول الممثلين إلى الصالة، كذلك كانت السينوغرافيا غائبة، والمسرح فقيرا جدا بأدواته، والأزياء غير موفقة، أما الإيقاع فقد كان مملا. في النهاية نلتمس العذر لأن المخرج شاب يقدم تجربته الأولى. وما يشفع للعمل هو انه في مجمله جهد شبابي، ونتمنى لهم التوفيق في تجارب أخرى تكون ناضجة، وبرؤية ورسالة واضحتين، وليس عيبا ان يخطئ المرء بل العيب في من يستمر في الخطأ دون أن يتعلم منه ويتفاداه.
يذكر ان المسرحية بطولة: صالح الدرع، ياسر ملا علي، سالي فراج، عبدالله الدرع، جاسم البلوشي، فواز حمادة، محمد عابدين، جاسم الحباره. ومساعدي المخرج: سعود المسند، أفراح محمد. وتأليف موسيقي ومؤثرات: عبدالله الحشاش. ومصمم الإضاءة ناصر صفر، ومصمم الديكور: عبدالعزيز بوصخر، ومصمم اللوحات التعبيرية صالح الدرع.
النقاد في الندوة النقاشية: مخرج «إنما هو أنا» لم يوفق في اختيار النص
أجمع المشاركون في الندوة النقاشية التي أعقبت العرض المسرحي «انما هو انا» على أن النص احتوى عمقا فلسفيا واضحا، وأن المخرج أساء اختيار النص في أول تجربة إخراجية له، ناصحين إياه بحسن الاختيار مستقبلا.
وأكد المعقب الرئيسي على العرض د.علي الرفاعي ان الفلسفة المعمقة التي احتواها النص بحاجة الى تفكيك، مشيرا الى انه فوجئ من خلال العرض بـ 5 أعضاء، مجتمعين بشكل دائم لتكوين الوعاء الجسدي وهم: القلب والعقل والروح والجسد والضمير، لافتا الى ان تلك المكونات في مجملها تشكل النفس البشرية.
وختم الرفاعي: ما من شك انه يجب منح الشباب الفرصة وانا وصلتني الرسالة التي أرادها المؤلف من خلال هذا العرض. ووجه د.دخيل الدخيل الاستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية سؤالا الى المخرج حسن الصيرفي قائلا: كم نصا مسرحيا قرأت قبل ان تقدم على اختيار هذا النص؟ انك لم توفق في اختياره على الإطلاق نظرا للفلسفة المعقدة فيه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وحزبيا، مطالبا المخرج بحسن الاختيار قائلا: ما خاب من استشار.
وقال الإعلامي بدر الدلح: اليوم الذي نتوقف فيه عن التجربة هو اليوم الذي نموت فيه، فأتفق مع الجميع بفلسفية النص لكن نثمن إصرار المخرج على خوض التجربة. وأكد المخرج علي العلي ان المهرجان يمثل مختبرا للأعمال المسرحية مطالبا الشباب بالمشاركة دائما والتجربة. ورد المخرج حسن الصيرفي بأن هذا هو أول عمل مسرحي له، مؤكدا انه سيأخذ كل الانتقادات بعين الاعتبار في المستقبل.
المصدر “الانباء”
قم بكتابة اول تعليق