نشكر اجهزة وزارة الداخلية ووزيرها على سرعة القبض على حمد صاحب موقع تويتر الذي اساء للرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم.
وكذلك في سرعة القبض على من احرق علم ايران في ساحة الارادة، والذي يحاول البعض تسميته ببطل التحرير!!
وان اسعفتنا الذاكرة فان الاتفاق الشعبي الضمني هو ان الأمير المرحوم الشيخ سعد العبدالله كان هو بطل التحرير، ولكن يبدو ان «زعاطيط» هذه الايام يعلمون ما لا نعلم من ان نهار الهاجري هو بطل التحرير الخفي!!!
نعود الى حرق العلم اولا لنسأل… ما السبب؟! ودون سذاجة الاستعباط نقول ان الشاب الكويتي الذي كتب تلك السفاهات في موقعه من الطائفة الشيعية، ومن ثم فلابد من اتهام ايران بالمسؤولية عن صفاقاته وبذاءته. ولكن ما فات بطل التحرير ان الشاب الكويتي الشيعي حمد لا تنتمي عائلته الى ايران بصلة، فهم من شيعة العرب كما الحال مع شيعة الشام ولبنان وغيرها.
ولكن لنفترض بان حمد ينتمي الى اسرة كويتية كريمة ذات اصول فارسية، فهل يجيز هذا الانتساب لبطل التحرير واصحابه حرق علم ايران؟!
وماذا لو كان حمد شيعياً حساوياً، اي من عرب الاحساء فهل كان بطل التحرير واللحى من حوله سيحرقون علم المملكة العربية السعودية مثلا؟!!
الاجابة لا تحتاج انتظار ردهم والكف على قفاهم سيكون اسرع من مجرد التفكير بحرق علم الشقيقة السعودية.
هناك اعراف وقوانين تحمي مصالح الدول الصديقة وكرامتها وكرامة رموزها، ولابد من تطبيق تلك القوانين والا فتحنا الباب لكل اهبل في الاساءة لدولة ما – صديقة كانت او شقيقة – لأسبابه الخاصة من حرق علمها او الاساءة الى رموزها.
نعود لحمد الذي نطالب بإيقاع اقصى عقوبة قانونية في حقه لما تسبب به من اذى لمشاعر المسلمين والمؤمنين بالرسالة المحمدية، اما الرسول ذاته فلا حمد ولا غيره يستطيع ان يمس من مكانته وعليائه، ولقد حاول الكثيريين عبر القرون وقبل ان يولد حمد ان يتطاولوا ويسيؤوا لمحمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فلم يزده ذاك إلا تألقا وتوهجا وكرامة.
نعود لحمد لنسأل ما الذي دفعه لهذه الفعلة الشنعاء خاصة وانه من الطائفة الشيعية التي لا تتعلق بالرسول فقط وانما يمتد تعلقها عقائديا بابنته وزوجها وابنائهما… الى الامام الثاني عشر؟!
والاجابة في رأينا لا تكمن في المرجعيات الدينية والعقائدية وانما في المرجعيات السياسية.
فمنذ فترة والخطاب السياسي بقيادة رموز مثل مسلم البراك تطالب بحماية المغردين في تويتر من قانون الصحافة وقانون الجزاء، وتدعي أن المغردين خطاً أحمر فوق المساءلة وفوق القانون!!.
وتحت هذه الدعاوى الفاسدة والخطاب السياسي المريض ترعرعت ثقافة عند من لا ثقافة ولا علم له بأن مجرد حصوله على موقع في تويتر يجعله مغردا، فإن في ذلك تحصيناً وحماية له من القانون والمساءلة، وان هناك نواباً على استعداد للدفاع عما يكتب!!
تخيلوا كبار كتاب الصحافة الكويتيين يحولون على النيابة على مفردة أو جملة في مقال ولكن المغرد الذي لم يكمل المتوسطة لا يجوز مؤاخذته أو محاسبته على أي هرطقة أو تجديف أو سباب يكتبه في تويتر.
هذا الخطاب النيابي اللا اخلاقي واللا عقلاني والخادم لمصلحة مؤقتة هو ما مهد الطريق لحمد وغير حمد في التجاوز والتطاول على سيد الخلق.
بل ومنذ بداية الدعوة لتلك الثقافة المريضة لاحظ الكل تزايد السفلة من المعتدين على الذات الاميرية بشكل يومي!!
ولا نلومهم فمسلم البراك وربعه وعدوهم بأنهم سيكونون فوق المساءلة.
وما فعله حمد فعل أخرق منحط بكل المقاييس ويستحق تطبيق القانون بحذافيره. ولكنه لا يعني أبداً أن نشرع قانوناً متسرعاً جديداً للإعدام تحت وطأة رد الفعل.
فالقوانين لا تشرع في مثل هذه الظروف.
كما ان ما ارتكبه حمد ليس مسؤولية وزير الأوقاف ولا مسؤولية الطائفة الشيعية حتى يحاول البعض تهديد الوزير بالاستجواب إن لم يراقب الحسينيات.
ولو وافق الوزير على مراقبة الحسينيات – افتراضاً – فهل سيعفي المهددون بالاستجواب عن حمد ويسامحوه عما ارتكب؟!
أم أن قدر الكويت ألا تخرج من أزمة وقلق حتى تدخل في أزمة جديدة وقلق مختلق؟!
أعزاءنا
عالم تويتر لا علاقة له بجغرافيا سياسية ولا جنسية، وفي هذا العالم فإن حمد ليس أكثر من نقطة سوداء في حفرة مليئة بالقاذورات من كفاريات وإلحاد لكويتيين ومسلمين من السعودية والبحرين ومصر وغيرها.
بل ان هناك مواقع يدعي أصحابها من مغردين بأنه «ربكم الأعلى»!!
ترى ألم تقشعر أبدان نوابنا لمثل تلك الصفاقات والكفاريات؟! لأننا لم نسمع لهم رأياً فيها.
أم هل سنسمع مطالبة اللحى في كتلة الأغلبية بإغلاق تويتر؟!!
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق