هل كان ينبغي ان نصل الى حافة الهاوية حتى نستفيق ونسرع الى الخلف تفاديا للسقوط..؟!
فأزمتنا ليست وليدة ايام أو شهور، أو وليدة احتلال ساحة أو انفلات لسان وتخطي اللياقة والاصول في مخاطبة الحاكم من قبل الغوغاء والجهال؟!!
انني اعتقد بأن الخطأ كان مزدوجا، خطأ من النظام الذي كان يرى ويراقب ويتألم ويعتصر الفؤاد على تردي وتراجع الامور في بلد كان مثالا للريادة والتقدم ولكنه آثر الصبر والتردد على الحزم واللزم وقطع دابر المتلاعبين والعابثين والمتآمرين، والخطأ من الشراذم الطغيانية المارقة والمنحرفة التي تمادت في الخلاف والفجور وظنت انها قد ملكت ناصية البلاد وان الكل حكما ورعية خاضع الى هواها..!!
خطأ من النظام الذي لم يتسارع الى ايقاف التردي والانحراف والفوضى السياسية والانجراف نحو الشارع والنجومية والشعبوية..!!
وخطأ من النظام الذي لا شك كان يدرك ان ما يشهده الشارع من الاعتصامات والفوضى والغلو ليس كله من النتاج المحلي وانما هناك من في الخارج يسهم في انتاجه، غير انه آثر الصمت وجرع الصبر على امل ان يدرك ذلك القابع في الخارج ان تآمره على الكويت لا يجبي الا الفشل والخيبة…
ولكن المتآمرين على الكويت لم ييأسوا ولم يستكينوا ولم يتراجعوا أو يستريحوا، لأن قضية الكويت بالنسبة اليهم صراع بين التقدم والتخلف، صراع بين النور والظلام، صراع بين الرفاهية والحسرة والحرمان، صراع بُني على الحسد والغيرة والخوف من وهج النور، هم ديدنهم منذ ان ولدت ديموقراطيتنا كمشروع حضاري تقدمي رصدوا الكمائن لافشاله ووأده في مكمنه، لأنهم علموا ان نجاح المشروع الكويتي سيقضي لا محالة عليهم، لذلك اتصور ان ثلاثة ارباع ازمة الديموقراطية الكويتية مصدرها الخارج، لأنهم لا يريدون ان تنجح الكويت ولا ان تتعافى، ففي تعافيها سياسيا تعافي لاقتصادها وهو ما لا يريدونه ولا يريدون العافية للكويت، لذلك اتصور ايضا اذا لم تسع الدولة الى قطع دابر المتآمرين والمتربصين بالكويت فلن ينجح أي مشروع سياسي أو اقتصادي، وسنبقى في حال التردي والتراجع أو المراوحة في مكاننا، ولن يرى على سبيل المثال مشروع مدينة الحرير أو ميناء بوبيان أو القطار التجاري النور، لأن نجاح مدينة الحرير وميناء بوبيان هو افلاس لاقتصادهم وضربة لمشاريعهم المستقبلية.
لنكن صريحين.. اذا لم نضع النقط على الحروف واذا لم نغز اصبعنا في عيون هؤلاء المتآمرين فلا شيء هنا سيتغير، وسنبقى كما كنا ازمة وراء ازمة، نخرج من حفرة لنقع في حفرة اعمق..!!
فليست العلة من تلك الشرذمة المارقة التي استمرأت الفوضى والعبث وتخيلت انها من القوة والمكانة ما تخيف الدولة فترضخ لمطالبها وتلبي اوامرها صاغرة راضية، ولا العلة في احتلال الشارع من قبل بعض الشبيبة المغرر بها والمدفوعة من تلك الشرذمة المارقة التي احالت هدوء الكويت الى ضجيج وعجيج، فكل ذلك ما هو الا فقاعات تختفي في زمانها ولحظتها وما الازمات الا فيتاميناً يقوي من بنية الكويت ويزيد تلاحم الشعب بالنظام.
لقد جاءت كلمة سمو الامير – حفظه الله ورعاه – في التوقيت المناسب، ونرجو ان تكون بداية لرسم مستقبل جديد كي تصحح فيه الاخطاء، وبناء اسس سليمة لمستقبل الكويت ورفاهها وامنها واستقرارها وامانها وازدهارها وتقدمها وطنا وشعبا ونظاما..
ولنعلم ان اعداء الكويت والمتآمرين عليها لن يهدأ لهم حال اذا لم يفشلوا المشروع الحضاري الكويتي وارهاق عافيته لذلك فإذا كنا نريد استقرار وطننا فلنقطع اصابع المتآمرين من الداخل ومن الخارج ولنعلن الاشياء بأسمائها ومسمياتها، فكفى الكويت ما ذاقت من هؤلاء وكفانا سكوتا واصطبارا، فالسكين قد وصلت الى الرقبة، فماذا بقي حتى نصبر ونصبر لنتجاوز التلميح الى التصريح، فعلام السكوت والتردد وهم يريدون بنا شرا؟!!
ولنعلم ايضا ان القابعين في الشارع ليسوا بمعارضة بالمفهوم السياسي، ذلك انهم لا يحملون أي مشروع سياسي أو نهضوي أو تنموي، ولكن ما هم الا مجموعة من العابثين الفوضويين والغوغاء، وبعض هؤلاء على صلة والتزام بأحزاب واطراف تآمرية في الخارج، فهل من شريف ومحب للكويت يرضى أو يسمح لهؤلاء أو لامثالهم تمثيله في قاعة عبدالله السالم؟ فمبارك للكويت واهلها مقاطعة هؤلاء للانتخابات المقبلة ومبارك المجلس المقبل غياب تلك الوجوه الكالحة البائسة المنافقة والعابثة بالوحدة الوطنية.. ولندع من اعماق اعماق قلوبنا حفظ الله الكويت من حسد الحاسدين وحقد الحاقدين وطمع الطامعين واعداء الحضارة والتقدم والنجاح.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق