سليمان الخضاري: مع احترامي للشباب الوطني

هي رسالة للشباب المنتمي للتيارات المدنية، أو الوطنية، أو الليبرالية، أو «التقدمية»، أو أي ما كان، ضاعت المسميات، والمعنى في بطن الشاعر، لذلك، فإن كنت منتميا بأي شكل من الأشكال للجماعات المتشددة دينيا أو اجتماعيا، فاعلم، بكل مودة، أن هذا المقال… لا يخصك!
كل الاحترام والتقدير لكم أيها الأحبة، ولست هنا لأقدم موعظة متعالية متعجرفة من موقع العالم ببواطن الأمور، والفاهم لكل شيء، ولكنها مجرد زفرات حارة، التهب بها صدري فنفثتها حبا وكرامة لكم، بعد طول انتظار!
الدستور أيها الأصدقاء ككل لا يتجزأ، وهذه الحقيقة هي حجر الأساس لخلافاتنا كلها، فما رأيته وما أزال عبر سنوات من الاهتمام بالشأن العام، هو الانتقائية في التعامل مع مواد هذا الدستور، واختزالها في المواد المتعلقة بمجلس الأمة، وهذه لها احترامها وتقديرها والالتزام المطلق بها، لكنها في نظري لا تزيد أهمية عن أي مادة أخرى في الدستور، وعلى رأس تلك المواد ما يتعلق بالحريات الخاصة والعامة وحريات البحث العلمي ومساواة الناس وكراماتهم ودعائم المجتمع الضرورية والحريات الدينية، كل هذه المواد كانت ولا تزال تنتهك من قبل السواد الأعظم من التيارات المتشددة دينيا واجتماعيا والمتصدرة للمشهد السياسي الحالي في الكويت، فما السبب الذي يدفعكم ومنذ السنة تقريبا، للوقوع في شراك مزدوجي المعايير والانتهازيين في بلادي في صراع مصلحي مباشر، وبطريقة شكلت على الدوام تكثيرا لسوادهم، ودعما لادعاءاتهم بتمثيل معظم الشعب، أو كله!
أعلم أنكم تتعطشون ومنذ مدة طويلة للتعبير عن طموحاتكم وآرائكم وتوجهاتكم في ما يخص وطنكم ومآل الأمور فيه، وأعلم أنكم أيضا تدفعون ثمن التخطيط السيئ لقيادات العمل الوطني في البلاد، من انخراط في اللحظة وغياب للمشاريع الاستراتيجية المهتمة بالأجيال اللاحقة، وقبل هذا كله تدفعون ثمن تحالف الحكومة مع تيارات التشدد الديني والاجتماعي، وكنتم وما زلتم تتحرقون لفرصة قد تتأتى لترفعوا الصوت معلنين عن وجودكم، ذلك الوجود الذي لم يخطط له الآباء، ولم تكترث له الحكومة يوما!
المشكلة يا شباب انكم «رجال الله. في المعركة الغلط»… كما قال فهمي هويدي يوما…
هي معركة الحكومة مع حلفاء الأمس… وكلاهما له أجندته المحددة.
هي معركة لم تختاروها… لكن البعض يدفعكم لها باسم الشعارات الكبرى التي سرعان ما انقلب وسينقلب عليها عندما ينفض غبارها..
أقول قولي هذا… وأتمنى لكم… ولكم فقط… كل التوفيق والسداد!

Twitter: @alkhadhari
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.