ماضي الخميس: للأزمات وجوه عديدة

لماذا الاستغراب مما حدث أول من أمس وهذا هو حال الديموقراطية الكويتية المعقدة التي لا تنتهي بها الصدامات مهما تغيرت أشكالها… وللأزمات هنا وجوه عديدة… كل يوم تطل علينا بوجه مختلف… لكنها في منتهى المطاف نتاج الصيغة الديموقراطية التي ظلت جامدة رغم تطور الحياة… ويبدو أن الوقت قد حان لمراجعتها.
لو رجعنا إلى الوراء قليلا… فمثل هذه الصدامات وأشرس قامت كذلك في بداية الحياة الديموقراطية… وبعد مرور ستة أشهر فقط من إنشاء أول مجلس نيابي منتخب في الكويت عام 1938 والذي انتهى بصدامات عنيفة غير مسبوقة ولا ملحوقة… لكنها كانت تحمل مؤشرا حقيقيا لما نعيشه اليوم.
إن ما حدث بالأمس هو نتيجة حتمية للممارسة الخاطئة للديموقراطية طوال السنين الماضية… حيث استغلت الديموقراطية لتقوية النفوذ وتحقيق المصالح الشخصية والتمتع بامتيازات لم تكفلها الديموقراطية، لكنها كانت من صنيعة البشر الذين جعلوا من الديموقراطية وسيلة ضغط وقوة ونفوذ يخترق أي قوانين أو تشريعات… وكان من أسباب التهاون في التطبيق السليم لمفاهيم الديموقراطية أن يصنع ممثلو الأمة لأنفسهم دروعا واقية ضد أي نقد أو مساس… وتصبح الديموقراطية بيدهم سلاحا ضد كل من يخالفهم.
ولا ينكر منصف أنه كان هناك استغلال سلبي للممارسة الديموقراطية، ما أدى إلى تفشي الوساطة واستغلال النفوذ لتقوية البقاء في الواجهة… كما أدى للأسف الشديد إلى انتشار الفساد في المؤسسة البرلمانية ذاتها!!
إننا اليوم أمام حالة استثنائية من الصدام… حالة بحاجة إلى العقل من جميع الأطراف… حالة نتمنى أن تنتهي… وتهدأ النفوس… لأن مثل تلك الصدامات لا يمكن أن يكون فيها منتصر… الجميع سيدفعون الثمن… ودمتم سالمين.
تغريدة :
حتى في مثل هذه الأزمات… نتفاءل بأن تأتي النتائج بما فيه الخير والمصلحة للجميع.
ماضي الخميس
madialkhamees@gmail.com
twitter: @madikhamees
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.