ما حدث من محاولة فاشلة لإثارة الفوضى تدعونا جميعاً لأن نحكم العقل والحكمة وألا نخوّن بعضنا البعض, وأن يكون الولاء للكويت وأميرها ونكف عن المزايدات التي لا طائل منها, لأن معالجة الأوضاع لا تتحقق إلا من خلال الثقة والحوار المتبادل على طاولة واحدة من دون الحاجة للعنف والتجمعات التي لا تحقق إلا أطماع الضالين عن الطريق والذين لا يريدون للكويت وشعبها الحياة الكريمة.
حدث ما حدث اخيراً في أماكن عدة من شوارع العاصمة, وكان يفترض ألا يحدث, لكن للأسف هناك أيدٍ خبيثة وقفت وراء ما جرى في تلك الأماكن, واليوم نتحدث بصراحة أن الذي نظم وورط شباب في عمر الزهور والبعض منهم لا يعرف حتى شوارع الكويت هو فرد سعى الى تحقيق مآربه من أجل كرسي الرئاسة, وللأسف أنه تخلى عنهم ولم يكن متواجداً في ساحة المسرح السياسي, ونحن لا نؤيد ولا نتمنى أن يكون هناك تصادم ما بين أبناء الكويت ورجال الأمن, لكن الظروف تحتم ذلك لحماية الوطن ومقدراته من العبث من بعض الذين ينفذون أجندات خارجية تضر بمصالح البلاد.
المهم في الأمر أن الأجهزة الأمنية بقيادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نجحت بامتياز في التعامل مع زمرة العابثين, وهذا النجاح لا يستمر إلا بإعطاء المزيد من الصلاحيات للحمود ليتمكن من التصدي للمخالب التي تريد نهش البلاد والعباد, وخصوصاً في هذه المرحلة كما يجب رص صفوف أبناء الأسرة الحاكمة أكثر من ذي قبل لتفويت الفرصة على الذين يتوهمون بوجود انشقاق وخلاف بين أفراد الأسرة والتفافهم خلف سمو الأمير وسمو ولي العهد مع الأغلبية الصامتة من أهل الكويت, ما سيجعل هذه الجماعات تعيد حساباتها, لأن من يتعدى على الوطن ورموزه من النظام لن يجد له مكاناً أو احتراماً أو تقديراً على أرضها.
وعلى صعيد متصل فإن التحريات والتحقيقات مع بعض الذين تم ضبطهم أوضحت بأن هناك أيادي خفية تريد تحقيق مصالحها من خلال “الإخوان” وبعض الجماعات المغرر بها من الخارج, مقابل أطماع أيا كانت مادية أو سياسية, ولكن عقلية الأمن والمحيطين به كشفوا هذه الخيوط التي جعلت عراب السيناريو يختفي ساعة الأحداث, والآتي أعظم حينما تستقر الأمور وتتسرب المعلومات.
فقد اتضح من خلال الأحداث وتوزيع الأدوار للمخطط بأن ثلاث مجموعات كانت تنوي الاستيلاء على مرافق الدولة, من أجل شل حركة وقدرة رجال الأمن لتنفيذ مآربهم, لكن يقظة الحمود كشفت هذا المخطط قبل أن يقع بساعات مما أوقعهم في المحظور وعرّضوا الشباب إلى أخطار لكن نتائجها كانت طفيفة جداً.
بعد هذه الأحداث لا يمكن السكوت على ما يحدث, وعلى السلطة أن تمارس دورها وتستمر في تطبيق الأمن تجاه تلك الشرذمة وجماعة الإخوان والخارجين على القانون, وعلى النواب الذين قادوا الحراك أن يزرعوا في الشباب الولاء والمواطنة وكيفية رد الجميل للكويت وقيادتها السياسية لكن للأسف أنهم زرعوا فيهم الحقد والكراهية والتخوين والأوهام التي لم يتعود عليها الشعب الكويتي من قبل.
على السلطة ألا تعطي مجالاً لمن يحاول العبث بالأمن واستقرار البلاد وحان الوقت لمحاكمة عراب الجريمة الكبرى ومن معه, وأن يعلم الجميع أن آل الصباح بقيادة سمو أمير البلاد وسمو ولي عهده هم حكام الكويت وسيستمرون رغم أنف تلك الرؤوس الفاسدة. التي حان قطافها.
* كاتب كويتي
salem alwawan@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق